35.01°القدس
34.77°رام الله
33.86°الخليل
29.96°غزة
35.01° القدس
رام الله34.77°
الخليل33.86°
غزة29.96°
الأربعاء 13 اغسطس 2025
4.61جنيه إسترليني
4.82دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.99يورو
3.42دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.61
دينار أردني4.82
جنيه مصري0.07
يورو3.99
دولار أمريكي3.42

هذا موعدها ومساراتها..

الحرب الإسرائيلية الإيرانية القادمة

300855.jpg
300855.jpg

نشرت مجلة" فورين بوليسي" مقالا لنائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي للحوكمة الرشيدة، تريتا بارسي، تناول الحرب "القادمة" بين إيران و"إسرائيل".

وقال بارسي، إن من المرجح أن تشن "إسرائيل" حربا أخرى على إيران قبل كانون الأول/ ديسمبر - وربما حتى أواخر آب/ أغسطس.

وأضاف، إن إيران تتوقع الهجوم وتستعد له، فلقد انتهجت استراتيجية طويلة المدى في الحرب الأولى، حيث رتّبت هجماتها الصاروخية بما يتوافق مع توقعها لصراع طويل الأمد.

أما في الجولة التالية، فمن المرجح أن تشن إيران هجوما حاسما منذ البداية، بهدف تبديد أي فكرة بإمكانية إخضاعها تحت الهيمنة العسكرية الإسرائيلية.

وأوضح، أنه من المرجح أن تكون الحرب القادمة أكثر دموية بكثير من الأولى. إذا رضخ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للضغوط الإسرائيلية مرة أخرى وانضم إلى القتال، فقد تواجه الولايات المتحدة حربا شاملة مع إيران، مما سيجعل العراق يبدو سهلا بالمقارنة.

ولم تكن حرب "إسرائيل" في حزيران/ يونيو تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني فحسب، بل كانت تتعلق بتغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط، حيث تُعدّ القدرات النووية الإيرانية عاملا مهما ولكنه ليس حاسما.

وتابع، "لأكثر من عقدين، دفعت إسرائيل الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران لإضعافها واستعادة توازن إقليمي إيجابي - وهو ما لا تستطيع إسرائيل تحقيقه بمفردها".

وفي هذا السياق، كان لضربات إسرائيل ثلاثة أهداف رئيسية تتجاوز إضعاف البنية التحتية النووية الإيرانية.

وسعت إلى جر الولايات المتحدة إلى صراع عسكري مباشر مع إيران، وإضعاف النظام الإيراني، وتحويل البلاد إلى سوريا أو لبنان أخرى - دول يمكن لإسرائيل قصفها دون عقاب ودون أي تدخل أمريكي بحسب الكاتب.

وأوضح بارسي، أنه "لم يتحقق سوى هدف واحد من الأهداف الثلاثة. علاوة على ذلك، لم يقضِ ترامب على البرنامج النووي الإيراني، ولم يُعاد إلى نقطة يُمكن اعتبار القضية فيها محلولة".

وبعبارة أخرى، حققت "إسرائيل" بهجماتها في حزيران/ يونيو نصرا جزئيا في أحسن الأحوال. كانت النتيجة المفضلة لإسرائيل هي أن ينجر ترامب إلى التدخل الكامل، واستهداف القوات التقليدية الإيرانية والبنية التحتية الاقتصادية.

وأردف، "بينما يُفضل ترامب العمل العسكري السريع والحاسم، فإنه يخشى حربا شاملة. وهكذا، صُممت استراتيجيته في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية للحد من التصعيد بدلا من توسيعه".

وعلى المدى القصير، نجح ترامب ما أثار استياء إسرائيل ولكن على المدى البعيد، سمح لإسرائيل بحصره في دائرة تصعيدية، وكان رفضه التصعيد إلى ما هو أبعد من حملة قصف محدودة سببا رئيسيا لموافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار.

ومع استمرار الحرب، تكبدت "إسرائيل" خسائر فادحة: تدهورت دفاعاتها الجوية، وأصبحت إيران أكثر فعالية في اختراقها بصواريخها، وبينما كان من المرجح أن تواصل إسرائيل الصراع لو التزمت الولايات المتحدة التزاما كاملا، تغيرت الحسابات بمجرد أن اتضح أن ضربات ترامب كانت لمرة واحدة فيما نجحت "إسرائيل" في جر ترامب والولايات المتحدة إلى الحرب، لكنها فشلت في إبقائهما هناك.

ومع ذلك، كان الهدفان الآخران لإسرائيل إخفاقات واضحة. فعلى الرغم من النجاحات الاستخباراتية المبكرة - مثل قتل 30 من كبار القادة و19 عالما نوويا - إلا أنها لم تتمكن إلا من تعطيل القيادة والسيطرة الإيرانية مؤقتا. ف

وي غضون 18 ساعة، استبدلت إيران معظم هؤلاء القادة، إن لم يكن جميعهم، وأطلقت وابلا صاروخيا كثيفا، مُظهرة قدرتها على استيعاب خسائر فادحة وشن هجوم مضاد شرس.

ووفق الكاتب، فقد أمِلت إسرائيل أن تُثير ضرباتها الأولية الذعر داخل النظام الإيراني وتُعجّل بانهياره.

ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، اتصل عملاء الموساد، الذين يجيدون اللغة الفارسية، بكبار المسؤولين الإيرانيين على هواتفهم المحمولة، مُهددين بقتلهم وعائلاتهم ما لم يُصوّروا مقاطع فيديو تُدين النظام وتنشق عنه علنا.

وأُجريت أكثر من 20 مكالمة من هذا القبيل في الساعات الأولى من الحرب، عندما كانت النخبة الحاكمة في إيران لا تزال في حالة صدمة وتعاني من خسائر فادحة، ومع ذلك، لا يوجد دليل على استسلام أي جنرال إيراني للتهديدات، وظل تماسك النظام سليما.

وعلى عكس توقعات إسرائيل، لم يُؤدِّ مقتل كبار القادة من الحرس الثوري الإسلامي إلى احتجاجات جماهيرية أو انتفاضة ضد الجمهورية الإسلامية، وبدلا من ذلك، احتشد الإيرانيون من جميع الأطياف السياسية حول العلم، إن لم يكن حول النظام نفسه، مع تصاعد موجة القومية في جميع أنحاء البلاد.

وقال بارسي، إن "إسرائيل" لم تستطع استغلال عدم شعبية النظام الإيراني على نطاق واسع. فبعد ما يقرب من عامين من ارتكاب الفظائع في غزة وشن هجوم مخادع على إيران وسط المفاوضات النووية، لم ينظر إلى إسرائيل سوى شريحة صغيرة من الإيرانيين - معظمهم في الشتات – بإيجابية.

المصدر: فلسطين الآن