عُقدت القمة العربية للشعوب في 15 أغسطس 2025، بمشاركة نخبة من المفكرين والسياسيين ونشطاء حقوق الإنسان من مختلف الأقطار العربية، في ظل استمرار الإبادة الجماعية والحصار الممنهج في غزة، والذي أودى بحياة أكثر من 63 ألف فلسطيني، بينهم حوالي 19 ألف طفل، وسط صمت النظام الرسمي العربي وتواطؤ المجتمع الدولي.
سلطت القمة الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه الشعوب العربية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة على أهمية دعم الفلسطينيين وتحريك الضمائر العربية والعالمية، واستعادة قيم التضامن والكرامة التي تمثل جوهر ثورات الربيع العربي.
د. منصف المرزوقي: "الفرح سيكون مشروعًا عندما تتحرر غزة"
أكد الرئيس التونسي الأسبق أن الشعوب العربية مطالبة بالتحرك والوقوف إلى جانب الفلسطينيين، محذّرًا من صمت الأنظمة العربية الذي يفاقم مأساة شعوبها: "الفرح سيكون مشروعًا عندما تتحرر غزة وتنتهي المعاناة غير المسبوقة للشعب الفلسطيني والشعب السوداني والشعب السوري… آن الآوان لأن تنتفض شعوب المواطنين."
ودعا إلى ثورة سلمية جديدة مستلهمة من قيم ثورات الربيع العربي لإعادة الكرامة والحرية.
د. أيمن نور: الأطفال الفلسطينيون صامدون بشجاعة
وجّه نور كلمته للأطفال الفلسطينيين في غزة، مشيدًا بصمودهم في مواجهة القصف والجوع: "أنتم لا تلعبون بالكرة، بل برصاص القناصة، ولا تنتظرون المدرسة، بل موعد القصف القادم… قاوموا بالحلم، قاتلوا بالبسمة، وافتحوا نوافذ الروح حين تُغلق كل المعابر."
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يرى الأطفال ضحايا لا إرهابيين، وأن التضامن الشعبي هو الطريقة الأنجع لحماية حقوقهم.
أحمد عبدالهادي: المقاومة حق فلسطيني
سلّط ممثل حركة حماس الضوء على صمود الفلسطينيين أمام العدوان الإسرائيلي، مؤكدًا أن المقاومة حققت إنجازات كبيرة رغم الإمكانات المحدودة: "ندعو شعوب أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم أن يهبوا لإنهاء هذه الحرب، حرب الإبادة وحرب التجويع… مع الحفاظ على الثوابت الوطنية."
وشدد على أن الدعم الشعبي والحراك العالمي أساسي لوقف العدوان وحماية المدنيين.
سعد الدين العثماني: توحيد الصفوف لإيقاف الانتهاكات
أكد رئيس الحكومة المغربية الأسبق أن الأولوية الآن هي رفع مستوى التعبئة وكشف الانتهاكات الإسرائيلية على المستوى الشعبي والرسمى: "واجب الوقت اليوم هو إيقاف التجويع الفضيع والمستمر، إيقاف الحصار المحكم ضد إخواننا في قطاع غزة، وإعادة توجيه الجهود لتوحيد كل الجهات المقاومة."
وشدد على أن إيقاف الانتهاكات هو الهدف الأساسي قبل أي خلافات أخرى.
عصام القيسي: الشعب قادر على التغيير
انتقد الكاتب اليمني تواطؤ بعض الأنظمة العربية مع الاحتلال، مؤكدًا أن الإبادة الجماعية في غزة مستمرة منذ شهور دون رادع دولي أو عربي: "الشعوب تستطيع فعل الكثير لو آمنت بإمكانياتها وقدراتها وتجاوزت حالة الخوف… المطالبة بكسر الحصار ومحاكمة المجرمين واجب الجميع."
وشدد على أن المقاطعة الاقتصادية والحراك الشعبي أدوات فعالة لدعم الفلسطينيين وإحداث تأثير ملموس.
البيان الختامي للقمة
أجمع المشاركون على: الرفض الشعبي العربي القاطع لكل أشكال الإبادة والحصار والتجويع، واعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، الدعوة لتفعيل آلية “الاتحاد من أجل السلام” في الأمم المتحدة لتجاوز شلل مجلس الأمن وحماية المدنيين، نشر مراقبين دوليين وفتح ممر آمن للمساعدات الإنسانية، التمسك بالثوابت الفلسطينية: إنهاء الاحتلال، رفع الحصار، حق العودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، التنبيه إلى خطورة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، واعتبار التضامن الشعبي العربي جدار الصد الأخير، الدعوة لتحركات شعبية ومقاطعة اقتصادية شاملة لكل من يدعم الاحتلال.
اختتمت القمة بالتأكيد على أن دعم غزة وفلسطين يحتاج إلى تحرك شعبي عربي واسع، وأن صمود الفلسطينيين يشكل مصدر إلهام لكل شعوب المنطقة. القمة كانت صرخة عربية موحدة للشعوب قبل الأنظمة، تحث على المقاومة السلمية، التضامن الإنساني، والعمل على استعادة الكرامة والعدالة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و776 شهيدا و154 ألفا و906 مصابين فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 239 شخصا، بينهم 106 أطفال.