قوبل الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقرات سكنية لقيادات في حركة "حماس" بالعاصمة القطرية الدوحة، مساء الثلاثاء، بإدانات فلسطينية وعربية ودولية واسعة، وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن أنه نفذ "هجومًا جويًا مركزًا" استهدف اجتماعًا لقيادات في حركة "حماس" بالعاصمة القطرية، زاعمًا أن المستهدفين "قادوا نشاط الحركة على مدى سنوات" وكانوا "مسؤولين مباشرين عن عملية 7 أكتوبر".
وسُمع دويّ ما لا يقل عن 10 انفجارات في حي كتارا بالدوحة، بينما أكدت مصادر في "حماس" للتلفزيون العربي نجاة وفد الحركة المفاوض من محاولة اغتيال خلال اجتماعه لمناقشة المقترح الأمريكي الأخير بشأن التهدئة وتبادل الأسرى.
الخارجية القطرية أدانت بشدة الهجوم ووصفته بـ"الجبان والإجرامي"، مشيرة إلى أنه يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا لأمن وسلامة المواطنين والمقيمين، مؤكدة أنها لن تتهاون مع أي اعتداء على سيادتها، وأن التحقيقات جارية على أعلى مستوى.
من جانبها، أدانت حركة الجهاد الإسلامي الهجوم، واعتبرته "جريمة مكتملة الأركان"، مؤكدة أن إسرائيل "تواصل حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني"، وشددت على أن وجود وفد من الاحتلال في الدوحة للتفاوض لم يمنعه من ارتكاب هذا الاعتداء الغادر.
وحملت الحركة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مسؤولية تغوّل الاحتلال، خاصة أن الهجوم تزامن مع مقترح أمريكي جديد بشأن التهدئة.
كما عبّر أنور قرقاش، مستشار رئيس دولة الإمارات، عن تضامن بلاده الكامل مع قطر، مؤكدًا أن "أمن الخليج لا يتجزأ، ونقف قلبًا وقالبًا مع الدوحة في وجه هذا الاعتداء الغادر".
وفي السياق ذاته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم بشدة، واعتبره انتهاكًا خطيرًا لسيادة دولة قطر، مشيدًا بالدور الإيجابي الذي لعبته الدوحة في جهود وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى.
وتأتي هذه التطورات في وقت بالغ الحساسية، في ظل تعثر مفاوضات التهدئة وتزايد المخاوف من اتساع دائرة التصعيد الإسرائيلي إلى خارج حدود الأراضي الفلسطينية.
