أثارت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريجيف جدلا خلال اجتماع لحكومة الاحتلال الجمعة، بعدما انتقدت جهاز الأمن العام (الشاباك) على خلفية العملية الفاشلة التي استهدفت وفد حركة "حماس" في العاصمة القطرية قبل نحو عشرة أيام، وفقا لهيئة البث العبرية.
وتساءلت ريجيف: "لماذا تولّى الشاباك هذه المهمة بدلاً من الموساد؟"
في المقابل، ردّ القائم بأعمال رئيس الشاباك قائلا إن الجهاز يتعامل مع "حماس" في الخارج، مشيرا إلى نجاحات سابقة مثل اغتيال صالح العاروري في لبنان، لكنه أقرّ بوجود إخفاقات يجري التحقيق فيها.
من جانبه دافع رئيس الموساد ديدي برنياع عن الشاباك قائلاً: "كنا سنحقق النتيجة نفسها لو تولينا العملية".
وتصاعد الانتقادات في أوساط الاحتلال مؤخرا للعدوان على قطر حيث ذكر البروفيسور إيلي فودا أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية بالجامعة العبرية، وعضو المجلس التنفيذي لمنظمة "ميتافيم" للشئون الإقليمية، أن "محاولة اغتيال قادة حماس في الدوحة مفاجئة رغم فشلها، ولكن حتى لو نجحت، فيبدو من حيث التكلفة والفائدة أن الجانب السلبي يفوق الإيجابي، لأن معظم نتائجها كان يمكن التنبؤ بها مسبقا".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، أن "أهم نتائج العملية الخطيرة أن "إسرائيل" دولة لا يمكن الوثوق بها، رغم أنها على مرّ السنين، بَنَت مع العديد من دول الخليج، بما فيها قطر، علاقات ثقة من خلال اتصالات خلف الكواليس، وبذلت شخصيات رئيسية من الموساد ووزارة الخارجية، بمن فيهم رؤساء الموساد ومديرو الوزارة، جهودا كبيرة في تعزيز هذه العلاقات، ولذلك لم يكن مستغربا أن يعارض رئيس الموساد عملية الاغتيال، على الأقل في الوقت الحالي".
وفي ذات السياق، أكدت صحيفة "معاريف" أن الهجوم الإسرائيلي الفاشل على قادة حركة حماس في الدوحة جاء بنتائج معاكسة لما خططت له تل أبيب، حيث صبّ في مصلحة قطر، وعزز مكانتها كلاعب رئيسي على الساحة الجيوسياسية الدولية.
وأوضحت الكاتبة عنات هوشبيرج ماروم، في تقرير نشرته صحيفة "معاريف" أن هذا الاعتداء الذي استهدف تقويض دور الدوحة، أتاح للإمارة الصغيرة "بشكل متناقض" فرصة لتعزيز نفوذها الإقليمي والدولي، وتوظيف موقعها الجيوسياسي في تكريس دورها كوسيط محوري في أزمات المنطقة.