24.45°القدس
24.21°رام الله
23.3°الخليل
24.81°غزة
24.45° القدس
رام الله24.21°
الخليل23.3°
غزة24.81°
الأربعاء 05 نوفمبر 2025
4.26جنيه إسترليني
4.62دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.76يورو
3.27دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.26
دينار أردني4.62
جنيه مصري0.07
يورو3.76
دولار أمريكي3.27

"خبر سيء".. قلق إسرائيلي متزايد بعد فوز ممداني بمنصب عمدة نيويورك

شكل إعلان فوز زهران ممداني عمدة لنيويورك خبرا سيئا في أوساط دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي اعتبرت هذا الحدث جزءً من توجه أوسع يسعى لتحدي حقها في العالم، لأننا أمام تطور سيضيق الخناق عليها داخل أكبر حليف لها حول العالم، وعي الولايات المتحدة.

كوبي باردا، دمؤرخ السياسة والجيوستراتيجية الأمريكية، في الكلية متعددة التخصصات، أكد أنه "بعد أقل من جيل من هجمات 11 سبتمبر، حدث هذا الأمر المهم في نيويورك، أهم مدينة اقتصادية في العالم، ورمز الغرب الحر، التي شهدت واحدة من أعنف الهجمات المسلحة في التاريخ، وتتمثل بتسليم عمادتها لشخصية مسلمة، وقد بنى حملةً ركزت على انتقادات لاذعة لدولة الاحتلال، ومحاولة إسكات الدعوات العنيفة لعولمة الانتفاضة الفلسطينية، وهي عبارة ترمز إلى أكثر من مجرد شعار".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "انتخاب ممداني، الذي بنى جزءًا كبيرًا من رصيده السياسي على مواقف معادية لإسرائيل، هو جزء من توجه أوسع، يسعى لتحدي حق الدولة اليهودية الوحيدة في الوجود، وليس من قبيل الصدفة أن يحدث هذا في مدينة تضم واحدة من أكبر الجاليات اليهودية في العالم، وقد أعلن بالفعل عن نيته إلغاء التعاون الأكاديمي بين جامعة كورنيل الأمريكية، ومعهد التخنيون الإسرائيلي، وهو مشروع يهدف لتسريع نمو الشركات الناشئة في المدينة".

وأوضح أن "ممداني تحدث علانية عن وقف الاستثمارات الأمريكية في السندات الإسرائيلية، وتقليص الوحدات البلدية لمكافحة معاداة السامية باسم "توسيع نطاق مكافحة الإسلاموفوبيا"، وغيرها من الخطوات التي تدل على رؤية عالمية واضحة للغاية".

وزعم أنه "بعيدًا عن مسألة موقفه من دولة الاحتلال، يعكس انتخاب ممداني ظاهرةً أوسع نطاقًا بكثير، فهو شخصية شعبوية من أقصى اليسار، مع أن منصب عمدة نيويورك يُعدّ من أهم المناصب في الولايات المتحدة، حيث توظف المدينة مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر وغير مباشر، وميزانيتها تفوق ميزانية دول بأكملها، وعندما يُسند هذا المنصب إلى شخص شغل حتى الآن منصب عضو تشريعي مبتدئ، بخبرة محدودة في إدارة أنظمة بهذا الحجم، فإن النتيجة المتوقعة هي هزة أرضية حقيقية".

وأشار أن "ممداني قدم سلسلة مقترحات بنبرة واضحة: مواصلات عامة مجانية، وإسكان عام مدعوم، وإنشاء سلسلة متاجر سوبر ماركت في المدينة تُخفّض أسعار السلع الأساسية، وجمع التمويل من خلال فرض ضرائب على الأثرياء، وتخفيضات في ميزانيات الشرطة، وهي خطوة قد تُنفّر الشركات والسكان المستقرين".

وأضاف أنه "على خلفية نية الرئيس خفض الميزانيات الفيدرالية للمدينة بشكل كبير، تظهر هنا صيغة تُذكّر بما شهده البريطانيون بعد رفع الضرائب في لندن، أي ظاهرة "هجرة" الأثرياء نحو دبي، وقد تكتشف نيويورك مدى سرعة عملية مماثلة في بلدها، حيث سيشهد العام المقبل استعدادات لانتخابات التجديد النصفي، وقد يكون الديمقراطيون سعداء بهذه الليلة، لكن الانتخابات في نيويورك تُشير أيضًا إلى صدع، أو ربما إلى شقاق أعمق، داخل الحزبين".

وأشار أنه "بينما يُواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترسيخ قبضته على اليمين، يُدفع اليسار أكثر فأكثر نحو التوجه التقدمي، ففي انتخابات عام 2024، تمكن ترامب من زيادة قوته في 49 ولاية من أصل 50 ولاية مقارنة بعام 2020، كما حسّن إنجازاته في ولاية نيويورك بنسبة 11 نقطة مئوية، لكن نتائج انتخابات الليلة تنقل الرسالة المعاكسة ومفادها أن الأفكار الاشتراكية، ذات النكهة الشيوعية أحيانًا، تنجح في تسخير جيل شاب متحمس يتدفق على صناديق الاقتراع، مع التركيز على زيادة التصويت المبكر بنسبة مئة في المائة".

وأكد أن "رسالة فوز ممداني في عمدة ولاية نيويورك تعني أن دولة الاحتلال لم تعد إجماعًا، وهذا يثير السؤال، هل هذه هي الطريقة التي سيختارها الديمقراطيون للمضي قدمًا، وهل يكمن الحل في التطرف التقدمي، أم العودة إلى مركز عاقل يسعى للتوافق، لأن انتخابات الليلة أرسلت إشارة لدولة الاحتلال، وعلى عكس الحملات السابقة، أصبحت قضية العلاقات معها تدريجيًا أمريكية داخلية، وتقسم الجماهير، وتتطلب استجابة سياسية، فإذا كان دعمها حتى وقت قريب أمرًا بديهيًا، فقد أصبح اليوم موضع نقاش عام حقيقي".

تكشف هذه القراءة الإسرائيلية القلقة من فوز ممداني أن ما حدث الليلة في نيويورك ينبغي أن يُثير قلقًا في تل أبيب، وربما في الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، على أن يكون العام المقبل اختبارًا ليس فقط لأمريكا بقيادة ترامب وميداني، بل أيضًا للعلاقات بين دولة الاحتلال وأحد حلفائها التاريخيين، وهي علاقات لم يعد من الممكن اعتبارها أمرًا مفروغًا منه، وهنا سر القلق الحقيقي الإسرائيلي من فوز ممداني.

المصدر: فلسطين الآن