13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
17.85°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة17.85°
الجمعة 26 ديسمبر 2025
4.3جنيه إسترليني
4.49دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.75يورو
3.19دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.3
دينار أردني4.49
جنيه مصري0.07
يورو3.75
دولار أمريكي3.19

كشفه هجوم 7 أكتوبر..

"إسرائيل" تقرّ بعمى استخباراتي طويل أمام حماس

thumbs_b_c_c81730ee58c2d708822e18e036e5a894.jpg
thumbs_b_c_c81730ee58c2d708822e18e036e5a894.jpg
القدس المحتلة - فلسطين الآن

أقرّت مصادر أمنية إسرائيلية بوجود قصور استخباراتي ممتد على مدار نحو عقدين في التعامل مع حركة حماس، مؤكدة أن هجوم السابع من أكتوبر كشف بشكل واضح حجم الإخفاق الذي رافق أداء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خلال السنوات الماضية.

وبحسب هذه المصادر، فإن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وعلى رأسها جهاز الأمن العام (الشاباك)، ووحدة 504 التابعة للاستخبارات العسكرية، إلى جانب جهاز الموساد، لم تتمكن طوال قرابة عشرين عامًا من تجنيد أي مصدر استخباراتي فاعل داخل الدائرة القيادية لحركة حماس في قطاع غزة، ما شكّل ثغرة خطيرة في منظومة جمع المعلومات.

صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أشارت إلى أن هذا الغياب شبه الكامل للعملاء داخل بنية القيادة الحمساوية يفسّر جزئيًا العجز عن استشراف الهجوم الواسع الذي نفذته الحركة، رغم سنوات طويلة من السيطرة والمتابعة الأمنية المفروضة على القطاع.

ولفت التقرير إلى أن الأجهزة لم تمتلك معلومات نوعية كافية حول نوايا حماس أو استعداداتها العملياتية.

وفي هذا السياق، نفى التقرير بشكل قاطع صحة مزاعم تحدثت عن وجود عميل استخباراتي في غزة يحمل الاسم الرمزي «السردين الأخضر»، وهي رواية كان قد روّج لها عضو الكنيست إلموغ كوهين خلال جلسة برلمانية، مدعيًا أن هذا الشخص أبلغ الجهات الأمنية بعقد اجتماعات لحماس قبيل السابع من أكتوبر.

وأكدت المصادر أن أيًا من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لم يتعامل مع شخصية بهذا الاسم، ووصفت هذه الادعاءات بأنها مختلقة أو أقرب إلى المزاح.

وأوضح التقرير أن الأجهزة الأمنية كانت قد رصدت بالفعل تجمعات في مساجد قطاع غزة قبل الهجوم، إلا أن هذه المعطيات أُدرجت ضمن تحذيرات عامة أصدرها الشاباك لبقية المؤسسات الأمنية، ولم تُفسَّر كمؤشر مباشر على تحضير لهجوم واسع النطاق.

بل إن تقديرات الشاباك وهيئة الاستخبارات العسكرية «أمان» كانت تشير في تلك الفترة إلى أن حماس لا تتجه نحو تصعيد كبير، ما يعكس فشلًا في قراءة الإشارات الميدانية بشكل دقيق.

ووجّه التقرير انتقادات مباشرة إلى المستويين الأمني والسياسي في "إسرائيل"، مع تسليط الضوء على دور رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تلقى في يوليو/تموز 2023 تحذيرًا من الشاباك يفيد بإمكانية انزلاق الوضع نحو مواجهة عسكرية.

ومع ذلك، لم يُشترط عقد جلسة تقييم أمنية خاصة، ولم تُتخذ إجراءات استباقية لرفع الجاهزية. واعتُبر هذا السلوك تقصيرًا واضحًا في الالتزام بواجبات الحيطة الأمنية، قد تصنّفه أي لجنة تحقيق مستقلة لاحقًا كإخفاق جسيم.

كما تطرّق التقرير إلى الجدل الداخلي الدائر حول مصطلح «الخيانة من الداخل»، الذي يروّج له بعض نواب التيار اليميني في "إسرائيل" للإيحاء بوجود تعاون داخلي مع حماس، إلا أن الصحيفة وصفت هذا الخطاب بأنه خليط من الدعاية والمعلومات المضللة، ويُستخدم لصرف الانتباه عن الأسباب الحقيقية لفشل التقدير الاستخباراتي.

وأشار التقرير في ختامه إلى أن الاعتماد المكثف على الوسائل التكنولوجية لم يكن بديلًا كافيًا عن غياب العنصر البشري في جمع المعلومات، وأن افتقار الأجهزة الإسرائيلية لشبكة عملاء مؤثرة داخل غزة كان عاملًا حاسمًا في عدم توقع سيناريو السابع من أكتوبر.

وفي المقابل، أظهرت الأجهزة نجاحًا ملحوظًا في اختراق ملفات استخباراتية تتعلق بإيران وحزب الله، ما يبرز التفاوت الكبير بين أدائها في ساحات مختلفة، مقابل الإخفاق الواضح في قطاع غزة.

 

المصدر: فلسطين الآن