11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
14.81°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة14.81°
الثلاثاء 30 ديسمبر 2025
4.3جنيه إسترليني
4.49دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.74يورو
3.18دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.3
دينار أردني4.49
جنيه مصري0.07
يورو3.74
دولار أمريكي3.18

شكّل حالة استثنائية في الوعي العربي والإسلام..

محللون وكُتاب: أبو عبيدة ظاهرة فريدة ومدرسة نضالية تتوارثها الأجيال

غزة-فلسطين الآن

تصدر اسم "أبو عبيدة" منصات التواصل الاجتماعي عقب إعلان كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" عن استشهاده، لتتوالى شهادات النعي والإشادة بدوره ورمزيته في الوعي العربي والإسلامي.

وقال الكاتب والمحلل السياسي، وسام عفيفه، إن الإعلان عن غياب أبو عبيدة إلى جانب ثلّة من قيادات الصفّ الأول في الكتائب، بأنه يُشكّل علامةً فارقة في تاريخ حركة حماس عمومًا، والجناح العسكري، كتائب القسام، على وجه التحديد.

ويقول عفيفه :" إذا ما تحدّثنا عن الحالة الرمزية التي مثّلها أبو عبيدة، بوصفه الناطق الرسمي لسنوات او الملثّم كما جاء في اوصافه، فإننا أمام ظاهرة فريدة في سياق الاشتباك مع الاحتلال؛ اشتباكٌ لم يكن عسكريًا فقط، بل إعلاميًا وسرديًا ورمزيًا أيضًا".

ويضيف:" إطلالات أبو عبيدة كانت بالغة التأثير، إلى حدّ أنها نفذت إلى داخل المجتمع الإسرائيلي ذاته، على مدار سنوات طويلة من المواجهة، منذ عام 2003، وقد حاز درجة عالية من المصداقية، حتى بات ما يقوله يُستمع إليه داخل المجتمع الإسرائيلي أحيانًا باعتباره أكثر صدقية مما ينقله جيشهم وقياداتهم السياسية والعسكرية".

وبحسب عفيفه فإن، أبو عبيدة شكّل حالة استثنائية في الوعي العربي والإسلامي، حيث توحّدت حول صورته وإطلالاته مشاعر وقلوب وعقول المؤيدين والمساندين للقضية الفلسطينية، وبالفعل، تحوّل إلى أيقونة عوّضت غيابًا طويلًا لمن يتصدّى علنًا لدولة الاحتلال ويتحدّاها، وعبّر في الوقت ذاته عن مخزونٍ داخلي من الحنين إلى لحظات المواجهة المباشرة، حين تقف المقاومة وجهًا لوجه أمام الاحتلال.

وأوضح أنه لهذا، أصبح أبو عبيدة أيقونة مركزية في المشهد، وكان تأثيره في الرأي العام العربي والإسلامي، وحتى الدولي، لافتًا ومميّزًا على مدار السنوات الماضية، وليس من قبيل الصدفة أن يحرص الاحتلال، في أكثر من معركة، على استهدافه، وأن يعتبره أحد أبرز عناصر المواجهة والتحدّي، وقد نجا بالفعل من محاولات اغتيال عديدة.

أما الإعلان اليوم عن استشهاده بعد استهدافه قبل نحو اربعة أشهر، يفسر عفيفه ذلك:" لا شكّ أنه يطرح تحدّيًا كبيرًا، إذ إن تعويض هذه الحالة الرمزية لن يكون سهلًا، لكنه في الوقت ذاته ليس مستحيلًا، فقد ترك إرثًا راسخًا، وأيقونة يمكن البناء عليها"، مضيفا:وفي النهاية، هكذا هي المواجهة، وهكذا هي حياة المقاومة؛ مسارٌ لا يتوقّف، لأنها في حالة تصدٍّ ومجابهةٍ مستمرة مع الاحتلال "من مسافة صفر" ، "يا أحرار العالم.

وبدوره قال الكاتب محمد المطر إن رحيل أبو عبيدة لا يعني غياب الفكرة، فـ"أبو عبيدة لم يرحل… فهناك ألف مثله"، مؤكّدًا أن القضية متوارثة "جيلًا بعد جيل، ورمزًا بعد رمز". وأضاف المطر عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن "القادة قدّموا برهانًا عمليًا على أن التضحية بالنفس هي أعلى مراتب الإيمان والوطنية، في وقتٍ يتهاوى فيه التخاذل والخيانة داخل عالم عربي وإسلامي يكثر فيه الكلام ويقل فيه الفعل، بل وتكثر فيه العمالة لدى بعضهم".

وكتب الإعلامي العُماني عادل الكاسبي: "أبو عبيدة استطاع أن يغيّر قوانين الاشتباك مع الكيان الساقط، وأن قوة إيمانه أعادت تعريف مفاهيم القوة والكرامة من أجل الوطن وحرية الإنسان من (عبودية الأنجاس)".

وأكد الكاسبي عبر حسابه على منصة "إكس" أن التاريخ سيسجّل اسمه “رمزًا للنضال الأصيل من أجل الحرية وكرامة الأرض والمقدسات.

أما الأكاديمي حمود النوفلي فعلق: أبو عبيدة "أقام الحجة على الجميع"، مؤكدًا في منشور على صفحته على منصة "إكس"، أن الأمة ستُسأل يوم القيامة عن تقصيرها وخذلانها لغزة التي قاومت وصبرت.

ونعت "القسام" عددا من قادتها، من ضمنهم الناطق السابق باسمها حذيفة الكحلوت، مساء اليوم الإثنين، مؤكدة استشهادهم في قصف "إسرائيلي" خلال الحرب على قطاع غزة، وذلك في بيان تلاه المتحدث العسكري الجديد باسم الكتائب مساء اليوم الاثنين.

وكان آخر ظهور للمتحدث السابق في 18 تموز/يوليو الماضي، حيث ظهر في تسجيل مصور تناول فيه تطورات الحرب ورسائل الكتائب، قبل أن تعلن "القسام" اليوم استشهاده رسميا.

المصدر: فلسطين الآن