"أبو إبراهيم لم يكن إلا رجلًا يصدح بالحق باسم الجيش الذى مرغ أنف الاحتلال"، هكذا استهل أسيد الكحلوت شقيق «حذيفة - أبو عبيدة" المتحدث باسم كتائب الشهيد عزالدين القسام، والذى أُعلن عن استشهاده قبل ساعات، حديثه عن أخيه الشهيد.
وقال الكحلوت عبر برنامج "المسائية" المذاع على قناة "الجزيرة" عن نبأ استشهاد شقيقه أبو عبيدة بأنه: "خبر محزن، وفقد كبير، فقد للأمة وفقد لشعبنا، وفقد لصوت الأمة الذى كان يصدح بهذه الأمة المباركة".
وأكمل: "الفقد كبير ولكن تلقينا الخبر بأسمى آيات العزة والافتخار، نفتخر بفضل الله عز وجل بأخينا الذى قدم روحه رخيصة (لله عز وجل) من أجل دينه ووطنه ومسرى نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)، وقد ارتقى وهو يصدح بكلمة الحق ومات على ما أراد، والحمد لله رب العالمين".
"بار بأبيه وأمه"
وأشار إلى أن الخبر لم يكن سهلا على صعيد العائلة حيث وصفه بـ«الفاجعة»، متحدثا عن سمات شخصية شقيقه بأن «أبو إبراهيم» الأخ الكبير، وبأنه كان بارًا بأمة وأبيه.
وتابع شقيق أبو عبيدة: "أبي وأمي (حفظهما الله) ربوا ابنهم على طريق الجهاد وهم من غرسوا فيه ذلك، من قام بتربية ولده على الطريقة وعلى هذا الطريق يعلم جيدا أن النهاية هى الشهادة فى سبيل الله. وكما قال أخينا يخلف القائد قادة والجندى 10".
ونوه إلى أنه التقى أخيه فترة قصيرة جدًا لا تزيد على نصف الساعة لنراه بعد فترة طويلة من الغياب في الهدنة التى تمت فى فترة ما قبل عودة الحرب مرة أخرى، مشيرًا إلى توجيه العائلة سؤال بأين تتجه الأمور؟ وهل ربما تعود الحرب أم لا، ليسترجع شقيق أبو عبيدة إجابة أخيه والتى جاءت كالتالي: "ليس لها من دون الله كاشفة سيغلب الجمع ويولون الدبر".
"شخصية الرجل المسلم"
استطرد عن شخصية شقيقه، قائلا: "شخصية أبو إبراهيم (رحمه الله)أنه كان الرجل الإنسان الذى يعطف على أبنائه ويدلل أطفاله، وكان شخصية الرجل المسلم الذى يبنى بيتا مسلما، فحفظ ابنه الكبير إبراهيم القرآن كاملا، وابنته ليان (رحمها الله) أيضا"، وابنته منة الله سمعنا أنها حفظت القرآن الكريم خلال هذه الحرب"، مشيرا إلى أن هذه كانت تربية أبو عبيدة فى بيته. وأضاف: فى الأوقات الذى نعلم أنه فى البيت، ندرك أنه يتدارس مع أبنائه كتب العقيدة والنافعة".
وقال أسيد الكحلوت إن رسالته لـ"الأمة": "أبو إبراهيم فى شخصيته أبو عبيدة الناطق العسكرى باسم القسام، كان ينادى الأمة دائما أن يهبوا لنصرة الاقصى مسرى نبيهم (صلى الله عليه وسلم) ويستغيث بهم، ولابد للأمة أن تراجع نفسها جيدا وأن تعود إلى الطريق الصحيح هو طريق الذى سار عليه أبو إبراهيم ورفاقه الشهداء".
وأضاف: "أنه يعلم جيدا أنه إذا استشهد أبو إبراهيم واستشهد قبله الضيف سيخلفه القادة وسيكملون المسير، ورسالته الدائمة للأمة أن هبو لمسرى نبيكم ونصرة مسراه وأهلكم من أجل ما جاد بأغلى ما يملكون من أجل القدس والأقصى و(قرآننا العظيم) الذى حاول المجرمون إهانته داخل باحات الأقصى المبارك".
وأكد على: "أن هذه الرسالة الخالدة ستبقى بعد استشهاد (بإذن الله عز وجل)، ورسالة للأمة بأن يحملوا الراية خلف أبو عبيدة، وألا يتركوا المكان فارغًا، مردفا: »(وبإذن الله عز وجل) نحن أملنا بأمتنا وبأهلنا ومجاهدى القسام أن يكملوا الطريق (بإذن الله عز وجل).. ونسأل الله العلى القدير أن يخلفنا ويخلف أمتنا خيرا".
