20.01°القدس
19.77°رام الله
18.86°الخليل
24.73°غزة
20.01° القدس
رام الله19.77°
الخليل18.86°
غزة24.73°
الإثنين 07 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.72دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.35دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.72
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.35

خبر: بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع

كانت الساعةُ تدقُ العاشرة مساء ًعندما كان يناظرُ القمرَ بعينيه البائستين، يغازل نجومَ الليل، يداعب نسماتِ الهواء العليل، ويستر آلاف الجراحات والآلام ببسمة تحمل خلفها الكثير من الآهات وهو يحلمُ بشيء من الأمل بعدما فقدَ أطرافه الأربعة في حادث قبل ثماني سنين. ثماني سنين مرت بصعوبة ٍ بالغة على "ثابت"، الذي ثبت في ميدان ِ الحياة وتحدى كل العوائق والصعوبات ليعودَ شامخا ً رافع الرأس يقارعُ التحديات وينتصرُ على الإعاقة. تعبَ "ثابت" من كثرة اللقاءات حتى كره كل المؤسسات والجمعيات والوكالات الصحفية التي كتبت عنه، ولم تنشر إلا القليل بل عاش الكثيرون على جراحاته، وذهبوا بلوحاته الجميلة إلى أماكن بعيدة، ووعدوه بالكثير، ولكنه لم يستفد منهم بشيء. "[color=red]فلسطين الآن[/color]" أصرت أن تدخلَ إلى بيت "ثابت بكر" الكائن خلف مسجد العباس غرب مدينة غزة، رغم علمنا أن الأمر صعبٌ، لرفضه القاطع تصوير الصحافة له، بعدما لم يجد أي نتيجة من عشرات التقارير السابقة التي باءت جميعها بالفشل، ولم تستطع أن تنقل الصورة جلية إلى المسئولين لمساعدته في مواصلة حياته بكل عزيمة وإرادة، وليصبح أكثر قدرة على الاندماج في المجتمع الفلسطيني، ولتعود البسمة إلى شفتيه التي غابت طويلاً. وبعد طمأنتنا لـ"ثابت" بأن التقرير سينشر على موقعنا بالصور لتصل رسالته على كل المعنيين، وافق وعلت شفتيه بسمة بريئة، متمسكاً بالأمل وبقناعة ٍ بأن القادم أجمل وأن بانتظاره مستقبلا مزدهراً رغم كل ما حدث. [title]الحادث[/title] "يا لها من أيام ٍ عصيبة مررت بها وعشت منذ ثمانية سنين وما زلت أعيشها، أتذكرُ ذلك اليوم وكأنه "أمس"، فهو عصيٌ على النسيان، وما زالت الذاكرة تحتفظ به في المقدمة، وأتذكره في كل وقت وحين" بعينين شاحبتين ووجه تدلُ ملامحه على أنه يعيشُ حياةً قاسية، نطق "ثابت" بهذه الكلمات. ويضيف ابن الخمسة عشر عاماً: "في الرابع عشر من شهر يونيو / 2005م، كنتُ ألعبُ مع ابن عمي في طائرتي الورقية وكان عمرنا سبع سنوات فقط، وعندما علقت الطائرة بأسلاك الكهرباء جلب ابن عمي سلكاً حديداً لجلب الطبق، وتعرضنا للحرق الشديد بسبب انفجار سلك الضغط العالي". وبعدما تعرض "ثابت" للحادث نُقل إلى مستشفى الشفاء بغزة لتلقي العلاج، وحُول إلى المستشفيات الإسرائيلية لتردي حالته الصحية، وحدوث التهابات، لينتهي الأمر بقطع أطرافه الأربعة. [title]الإرادة تصنع المستحيل[/title] الحكايةُ لم تنتهِ هنا، فالإعاقة لم توقف "ثابت" الذي تحداها بكل ما أوتي من قوة، وخرج من تحت ركام ِ العذاب، ثائراً على كل سدود العجز وحدود الإصابة، ليبدأ برسم لوحاته الفنية التي رأى فيها كل حياته، وستنسيه آلامه وأحزانه. بفمه الذي لا يتكلم إلا "الآه"، ولا يصرخُ إلا كل عذاب وأوجاعٍ، بدأ "ثابت" في رسم قلبه الصغير وعينه الدامعة ووردة الصباح التي ستزيل ظلام الليل وتحيله إلى صبح منير مليء بالأمنيات السعيدة والأحلام المتحققة بإذن الله. [img=042013/view_1366646925.jpg][color=blue]بقلمه يبدأ التحدي[/color][/img] [img=042013/view_1366646930.jpg][color=blue]وبإصرار يواصل المشوار[/color][/img] [img=042013/view_1366646936.jpg][color=blue]وبدقة ينفذ المهمة[/color][/img] [img=042013/view_1366646945.jpg][color=blue]إلى أن يحقق الهدف الأجمل ويرى ما رسمته مخيلته[/color][/img] "على الرغم من إصابته والتي تهد جبالا ً راسيات، فإن ثابت لا يتعبنا أبداً يتنقل بين أفنية البيت معتمداً على نفسه، ويصعد إلى الكنب بكل سهولة والحمد لله رب العالمين على كل حال". بعينين خانتهما الدموعُ تقول "والدة ثابت". طلبنا منه أن يرسم صورة أخرى، وأن يغير قلم الرصاص الذي يبدو فيه الرسم باهتاً، فوافق ثابت ليرسم حمامةً ولسان حاله يقول "طيري إلى الدنيا .. أبلغي حالتي لكل المسئولين، لعلي أجد فرجاً وفرحاً أنتظرهما منذ ثماني سنوات". [img=042013/view_1366647012.jpg][color=blue]"ثابت" يرسم "حمامة" تحمل أحلامه وآماله[/color][/img] [img=042013/view_1366647016.jpg][color=blue]يبحث في صورتها عن أمل وفرح[/color][/img] [img=042013/view_1366647018.jpg][color=blue]عن "طير" يحمل له غصن السعادة[/color][/img] [img=042013/view_1366647021.jpg][color=blue]وإن كان حبه الأكبر والأعظم لوطنه "فلسطين"[/color][/img] وتضيفُ أم ثابت: "لقد جاءتنا الكثير من الجمعيات والمؤسسات وأخذوا الكثير من اللوحات الفنية وأفضلها، ولم يعودوا إلينا بشيء، سوى الوعود التي لا تغني ولا تسمن من جوع". كما أن "ثابت" لديه القدرة على العمل على جهازه الحاسوب بكل أريحية، فهو لا يعرف شيئاً اسمه المستحيل، وفي قاموسه لا يحمل سوى الإرادة والعزيمة القوية، والانطلاق نحو الأفق. [img=042013/view_1366647140.jpg][color=blue]ثابت لديه القدرة على استخدام الحاسوب بكل أريحية[/color][/img] [title]حلم ثابت[/title] يقول "ثابت": "أحلمُ بأن أرتقي للأفضل، وبأن بصبح لدي محلا ً للحاسوب، لكي أواصل حياتي، بشكل طبيعي وأخرج من الهموم إلى الأفراح، ومن الآلام إلى الآمال، ومن الانطواء في البيت إلى عالمٍ غاب عني طويلا ً". [img=042013/view_1366647131.jpg][color=blue]إن وجدت الإرادة ... فالمستحيل يتحطم .. و"ثابت" يمتلك الكثير منها[/color][/img] من جانبها أكدت "جمعيةُ إغاثة فلسطين" أنها بصدد متابعة حالة ثابت، ومساعدته في تركيب أطراف صناعية، وأن دكتور عظام أجنبي سيصل إلى غزة في أول مايو وسيتابع الحالة. ويناشدُ ثابت كافة الجهات المسئولة والرسمية بأن ينظروا إليه بحال العطف، وأن يساعدوه على الخروج من أزمته، ومساعدته في الاندماج في المجتمع الفلسطيني، وبأن يوفروا له عملا ً ملائما لحاجته. [img=042013/view_1366647240.jpg][color=blue]وردة تحمل أسماء أخوة "ثابت" على أوراقها[/color][/img] [img=042013/view_1366647243.jpg][color=blue]وهنا كثير من الحب والحنان[/color][/img] [img=042013/view_1366647247.jpg][color=blue]رثاء والده الشهيد الذي مضى بقاربه مرتحلاً عن هذه الحياة[/color][/img] [img=042013/view_1366647250.jpg][color=blue]"ثابت" لا ينسى والده وأمه وعائلته ... فحبهم كالدم يجري بعروقه[/color][/img] بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع بالصور: "ثابت".. إرادة ترسم الإبداع