19.43°القدس
19.03°رام الله
18.3°الخليل
23.42°غزة
19.43° القدس
رام الله19.03°
الخليل18.3°
غزة23.42°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: القناع

جون كيري وزير خارجية أميركا. هو ليس وزير خارجية (إسرائيل)، ولا وزير خارجية سلطة رام الله. هذه المعلومات من البدهيات التي يعرفها الناس، ولكن ما لا يعرفه الناس بدقة أن جون كيري مثل في لقائه بأردوغان ومحمود عباس دور وزير خارجية السلطات الثلاثة : أمريكا و(إسرائيل) وفلسطين حين طلب أو تمنى على أردوغان بعدم القيام بزيارة غزة في المرحلة الراهنة، لأن التوقيت غير مناسب، وربما يؤثر على ملف المفاوضات العائدة بين السلطة و(إسرائيل). جون كيري كان القناع المعلن الذي لبسه محمود عباس فيما يبدو، إذ لا يعقل أن يتطوع كيري للتدخل في الشأن التركي وفي الشأن الفلسطيني بدون طلب مباشر من السلطة الفلسطينية، وهب أن كيري تحدث بدافع أميركي بحت، أو بدافع أميركي إسرائيلي معا، فأين موقف رئيس السلطة الذي يدعي أنه يمثل الشرعية ويمثل الشعب الفلسطيني. في استطلاع أجراه أحد الباحثين عن موقف سكان قطاع غزة من زيارة أردوغان إلى غزة ، أفاد أن كل قطاعات المجتمع الغزي من حماس وفتح واليسار، وطلاب الجامعات ورجال الأعمال والفقراء، وأصحاب البيوت المهدمة، والمتضررين من العدوان والحصار يؤيدون هذه الزيارة بشدة، ويتوقعون أن تكون مفيدة لهم كافة. وهم في الوقت نفسه يشعرون بالحنق والغضب من موقف رئيس السلطة الذي لبس قناع جون كيري لثني أردوغان عن زيارة قطاع غزة في نهاية شهر مايو، وهم يناشدون أردوغان القيام بالزيارة في الوقت الذي أعلنه وحدده، لأن موقف السلطة هذا لا يمثل موقف المجتمع الغزي لا من قريب ولا من بعيد، بل هو موقف حزبي وشخصي، تتقدم فيه المصالح الشخصية والحزبية على مصالح الوطن، وعلى مصالح قطاعات مجتمع غزة المحاصرة ويرون أن السلطة في رام الله شريك في حصار غزة. إذا كانت (إسرائيل) هي التي تحاصر غزة، فإنه من العار أن تلتقي مصالح سلطة رام الله مع مصالح (إسرائيل) في منع أو تأجيل زيارة أردوغان إلى غزة. المستفيد الوحيد من توقف الزيارة أو تأجيلها هو الطرف الإسرائيلي المحتل فقط، فلماذا تنأى سلطة رام الله بنفسها عن الموقف الإسرائيلي، وتستبقي الخلافات الفلسطينية الداخلية في إطارها الداخلي بعيدا عن الدول العربية والاقليمية. إن من يستخدم الواقع السياسي الراهن لمنع خير محتمل عن الشعب في غزة لا يؤمن بالمصالحة مع غزة، ولا يؤمن بالشراكة مع غزة، وهو ليس أهلا للدفاع عن مصالح سكان قطاع غزة، حتى وإن ادعى ذلك في الليل والنهار. غزة شعبها وقطاعاتها هم المستفيدون الرئيسيون من زيارة أردوغان إلى غزة، فلماذا تشارك سلطة رام الله بطريقة غير مسؤولة في هدم مصالح غزة ومنافع قطاعاتها المختلفة ؟! شرعية التمثيل تستمد من الشعب ولا تستمد من منع الزيارات وحصار غزة، والاستعانة بالأمريكان ؟!!