ترقب بشوق ولهفة عودة ابنها الأسير، فمعاذ لا يزال صغيراً ولم يتجاوز 19ربيعاً من العمر، وهو لا يعرف معنى السجن ولا السجان والألم والعذاب ..تفكر به طيلة الوقت، كيف لا وهي!! وهي قد عايشت تجربة الاعتقال والأسر، وعانت من قسوة السجن والسجانين. الحديث هنا، عن الأسيرة المحررة كفاح عوني جبريل 40 عاماً من مدينة رام الله، وهي أم لاثنين من الأبناء: ضحى ومعاذ، التي خطفها الاعتقال منهما عام 2010. تقول أم معاذ إن "تجربة الاعتقال بالنسبة لها كانت قاسية وصعبة، فقد تركت وراءها زوجها وأبناءها، وكان معاذ في ذلك الحين طالباً في الثانوية العامة، وهي المرحلة التي يرافقها توتر وقلق واهتمام ورعاية، إلا أن القدر حتم عليه أن لا أكون معه". وشاء القدر أن تعلم كفاح بخبر نجاح ابنها عبر جهاز الراديو داخل السجن، تقول: "فرحت كثيراً وبكيت، فأنا لا أستطيع احتضانه وأن أبارك له بالنجاح، وكانت تلك اللحظات من أصعب ما مر علي في الأسر". أم معاذ، التي خضعت للاعتقال الإداري عاماً كاملاً، ذكرت أن أشد ما واجهها في السجن كان مرضها وألمها، فكانت تعاني من الربو، ومن ضعف المناعة لديها، ومن التهابات في العيون، ترافقها آلام كبيرة دون علاج، ودون السماح لها بالذهاب للمشفى، وإعطاء الدواء المناسب. وتكمل قائلة "لحظات الأسر والاعتقال صعبة وكبيرة على الفتاة والمرأة، فلها خصوصيتها ومكانتها التي ينتهكها الاحتلال عبر ممارساته البشعة، من تفتيش وإساءة وامتهان، وأمر وإخضاع". وتضيف "الفترة التي قضيتها في الأسر كانت طويلة جداً علي، رغم أن هناك آلاف الأسرى والأسيرات اللواتي أمضين فترات أطول مني، وما إن خرجت وتنشقت عبير الحرية، ورأيت أبنائي، حتى شعرت بأنني ولدت من جديد، فكم هو صعب ذلك السجن اللعين، وكم هو صعب فراق الأحباب والأصحاب!". [title]الاحتلال يعاود الكرة[/title] عادت الحياة الطبيعية للبيت والعائلة بعد الإفراج عن أم معاذ، ودخل الأبناء الجامعة وتخصص معاذ في قسم الهندسة الالكترونية في جامعة القدس "أبوديس".. كما عادت هي الأخرى لتكمل دراسة الخدمة الاجتماعية في جامعة القدس المفتوحة في رام الله. لكن الاحتلال يصر على تشتيت وتفريق الأسرة الفلسطينية بالاعتقال والحرمان والاعتداء المتواصل، فهو لا يريد لها أن تستقر وتهنأ، ويحاول تمزيق النسيج الاجتماعي الفلسطيني. وهذا ما حصل لعائلة أم معاذ، التي فوجئت باعتقال الاحتلال لنجلها بتاريخ2/1/2013، عندما داهم جنود الاحتلال المنزل، واعتقلوه. تقول والدته "قلقت على ابني كثيراً وتذكرت ما يمكن أن يحصل له بعد تجربتي في الأسر والتحقيق". وخضع معاذ للتحقيق في مركز تحقيق "الجلمة" لمدة 35 يوماً، ثم تم تحويله لمعتقل "عوفر"، ولم يتمكن أحد من العائلة من زيارته بعد، ولا يزال موقوفاً حتى اللحظة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.