وصلت الرحلة الرابعة من رحلات الحجاج المسيحيين الى القدس المحتلة للحج والاحتفال بأعياد القيامة، بعد أن غادرت مطار القاهرة وعلى متنها أكثر من 300 من الأقباط. وتم خلال ابريل/نيسان الجاري تنظيم رحلات عدة الى القدس وصلت اجمالي عدد المسافرين فيها إلى 540 مسافرًا، فيما توقعت مصادر أمنية أن يصل العدد الإجمالي إلى ألفي مسافر. ومنعت السفارة الاسرائيلية في القاهرة المسيحيين دون الخمسين عاما من السفر إلى القدس المحتلة، حيث تكلفت الرحلة 4 آلاف جنيه مصري (570 دولار) لزيارة كنيسة القيامة وحضور المراسم الدينية الخاصة باحتفالات قيامة المسيح، ومشاهدة النور المقدس يوم سبت الفرح. ويقوم المسيحيون بأداء شعائرهم الدينية في القدس المحتلة مع بدء جمعة ختام الصوم، وأحد السعف، وأسبوع الآلام، وهو ما اعتبرته الكنيسة المصرية رحلات فردية، وليس للكنيسة علاقة بها. وهددت الكنيسة من سافروا إلى القدس بعقوبة الحرمان من سر تناول دم وجسد السيد المسيح عقب القداس الإلهي (أحد أهم أسرار الكنيسة السبع) الذي يؤمن المسيحيون بأن الخبز وشراب العنب الذي يتم الصلاة عليه يرمز إلي دم وجسد المسيح. وقالت قيادات الكنيسة القبطية أن عقوبة الحرمان ستطبق على من سافروا للقدس المحتلة لأداء شعائرهم الدينية لمخالفتهم قرار البابا الراحل شنودة الثالث، والذي ينص على "عدم السفر للقدس إلا في ضوء حالات استثنائية مثل التقدم في السن". واعتبر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، " سفر الأقباط إلى القدس أمر خاطئ، ومرفوض وموقفنا منه لن يتغير وعقوبة الحرمان ستطبق على المخالفين". وأكد الأنبا بيسنتي (أسقف حلوان والمعصرة، وأحد قيادات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية) أن "الكنيسة لم ترفع قرار الحظر عن السفر إلى القدس المحتلة، ولم تعط أي تصاريح لأي قبطي بشأن زيارة القدس". وأشار بيسنتي إلى أن المسيحيين يحترمون قرارات البابا شنودة الثالث في حياته وبعد رحيله، مؤكداً أن البابا الراحل اتخذ هذا القرار لعلمه أنه في صالح الوطن والمواطن العربي وهدفه عدم التفريط في القضية الفلسطينية ، كما أن المجمع المقدس لم يتخذ قرارات جديدة تخالف قرارات البابا شنودة الثالث بحظر السفر إلى القدس المحتلة إلا بعد عودتها إلى السيادة العربية ليدخلها الأقباط والمسلمون سوياً. ويعود قرار منع الأقباط من زيارة القدس إلى البابا الراحل شنودة الثالث، الذي أصدر قرارا بمنع زيارة الأقباط ورفض دخول القدس "إلا مع الأشقاء المسلمين عندما تحرر القدس من الاحتلال الإسرائيلي، واعتبار أن قضية فلسطين هي قضية لكل المصريين"، وعلى هذا الأساس قامت جميع الكنائس المصرية بالالتزام بهذا القرار، وإن كان بعض الأقباط يذهبون بشكل فردي دون إخبار الكنيسة. وأكد البابا تواضروس الثاني إنه لا تراجع عن قرار منع سفر الأقباط إلى القدس، إلا أن القرار له بعض الاستثناءات مثل تسيير بعض الأمور الخاصة هناك، حيث وافق على سفر بعض المقاولين إلى هناك، كما انه يسمح أيضا لبعض رجال الدين الذين يتولون شؤون الممتلكات القبطية بالسفر إلى هناك، وسمح لطالبة في الجامعة الأميركية بالسفر مع مجموعتها الدراسية في مهمة تعليمية هناك. وتزامن سفر المسيحيين إلى القدس للحج والاحتفال بأعياد القيامة مع دعوة "إسرائيل" لهجرة الأقباط المصريين إليها، وهو ما دفع البعض إلى التشكيك في وطنية المسيحيين والمراهنة على موافقتهم على الهجرة إلى "إسرائيل".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.