تمكن قراصنة انترنت محترفون من سرقة بيانات بطاقات الصراف الآلي التابعة لمصرفين عربيين، بينهما بنك مسقط في سلطنة عمان، ومن ثم قاموا بسحب أكثر من 45 مليون دولار من أموال الأثرياء العرب المودعين في هذين البنكين، على أن عمليات السحب المالي تمت في أكثر من عشرين دولة من بينها بريطانيا ودول أوروبية وآسيوية. وتمكنت سلطات التحقيق الأمريكية من اكتشاف الاختراق الالكتروني، ومن ثم اكتشاف العصابة الدولية التي قامت بعمليات السحب المالي، رغم أن البنكين الذين تعرضت بياناتهما للاختراق عربيان. وقالت العصابة التي تضم مجموعة من الخلايا التي كان يجري تنسيق وثيق فيما بينها انها تمكنت من اجراء أكثر من 40 الف عملية سحب مالي من أجهزة الصراف الآلي المنتشرة حول العالم، بحسب ما نشرت العديد من وسائل الاعلام البريطانية والأمريكية نقلاً عن سلطات التحقيق الأمريكية. وقالت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية ان كاميرات المراقبة لعدد من البنوك أظهرت أفراداً من العصابة الالكترونية وهم يحملون حقائب على ظهورهم، وقد بدت وكأنها مثقلة من السيولة النقدية المحملة عليها. وقالت المدعية العامة الفدرالية في شرق نيويورك بالولايات المتحدة لوريتا لينش: "بدلاً من الأسلحة وأغطية الوجوه، فان هذه المنظمة المتخصصة بالجريمة الالكترونية استخدمت أجهزة كمبيوتر محمولة وانترنت". ولم يكشف الادعاء العام الأمريكي حتى الان أسماء أو هويات أصحاب الحسابات المصرفية التي تعرضت للسطو، وما اذا كان من بينها شخصيات كبيرة في العالم العربي، أو مستثمرون معروفون. ووجهت الولايات المتحدة يوم الخميس الاتهامات رسمياً لسبعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 22 عاماً و35 عاماً، وتم تعريفهم على أنهم "خلية نيويورك"، ما يعني ان الاتهامات ربما تطال أشخاصاً آخرين خارج البلاد، فيما قال الادعاء العام الأمريكي أن متهماً ثامناً كان قائد هذه الخلية ويبلغ من العمر 23 عاماً قتل في جمهورية الدومنيكان قبل أسبوعين. وفي تفاصيل عملية القرصنة، تمكن أفراد العصابة من ازالة الحد المسموح به للسحب النقدي من بطاقات الصراف الآلي المزورة، ثم تمكنت من السطو على 140 جهاز صراف آلي في نيويورك وحدها ليتمكنوا من سرقة 3 ملايين دولار خلال ساعتين فقط. وفي 19 شباط/ فبراير الماضي تمكنت العصابة من اختراق البيانات المصرفية لبنك مسقط، في سلطنة عمان، حيث تمكنت بعد ذلك على الفور من اجراء 36 ألف عملية سحب نقدي، تمكنت بموجبها من سرقة 26 مليون جنيه استرليني (40 مليون دولار)، وذلك خلال 10 ساعات فقط.