طنَّة ورنَّة، وعرس وزفَّة، مع أربعين شمعة متلوِّنة مغروسة على سطح كِيكة عيد الميلاد، الحضور متميز، وخاص جداً، على اليمين يجلس الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومعه طبقة متنوعة من المسئولين الكبار والدبلوماسيين، وعلى الشمال وفد متنوع "خليط" من عدد من بلدان العالم، سفراء، ووزراء، ودبلوماسيين النرويج وبريطانيا، وفرنسا، وبينهم أمريكا، وفي والوسط يجلس مسؤول الجوازات في حكومة غزة .... إنه يوم غير تقليدي.... إنه يوم فريد.... إنه عيد الميلاد الأربعين لشقيق "أبو يزن" أخرج مسؤول الجوازات جواز السفر لشقيق "أبو يزن" وقال له : ألف مبارك يا "أبو علي" اليوم هو عيد الميلاد الأربعين، تستطيع الآن أن تدخل وتخرج من معبر رفح بدون تنسيق، نعم يا "أبو علي" لن تحتاج لتنسيق بعد اليوم .... لقد هَرِمْتَ لأجل هذه اللحظة التاريخية!! صفق الجَمع على ضوء الشمع، لقد حصل "أبو علي" أخيراً على قرار عدم المنع، أربعون عاماً لم يتحرك خلالها من غزة إلا بتنسيق " تقرير طبي، عُمْرةَ، زيارة، مؤتمر...." الكلمة لمعالي الرئيس... رئيس دولة رام الله الشقيقة، نهض من مكانه، ونظر باتجاه "أبو علي" قائلا: اليوم يا أبو علي ستسافر على مصر بدون أي تنسيق، فلم تعد خطراً على أحد.... في "بطن أبو علي" كلام كثير وكبير، أكبر من الانقسام، والثورات العربية، والدولة الفلسطينية، والماسونية، والمانحين، والملايين، والملاعين، والمتآمرين، ..... أطفأ الشمع وقال للجميع: يا لتتنا نعود لعصر الجِمَال وقوافل "قريش" و"سبأ"، ورحلات الشتاء والصيف، حيث لا نحتاج لساعات من الانتظار، وأيامٍ من الحجوزات، وأسابيع من التنسيق لكي نعبر مصر التي لا تبعد عنا سوى خطوات...أيها التعساء، يا "بَلاوي الزمن"... تباً لكم كل باسمه ولقبه، لقد حاصرتمونا في خبز أطفالنا، في نعوش شهدائنا، في دماء مرضانا، حتى في جوازات سفرنا... كل ذلك لأننا مارسنا حقاً ديمقراطياً، وانتخبنا ما نريد... ثم أمسك "بالكيكة" وقلبها على رؤوسهم، وأخرجهم من بيته يحمل كل منهم حذاءه تحت إبطه، مهرولين مطرودين. [title]"طيب وأنا مالي يا "أبو يزن" دع الخلق للخالق[/title]