في كل عام تأتي حفيدة "أبو يزن" الصغيرة "حلا" وتقول لجدها: قالت لنا المعلمة اليوم هو ذكرى النكبة، وأننا سنعود لأرضنا ... ما قصة الأرض؟ وهل سنترك بيتنا هنا "في المخيم"؟! تأوَّهَ أبو يزن، ثم تأفَّفَ، وتأَخَّخَ...آخ آخ، وقال لصغيرته: سأقول لك كلاماً كبيراً أعرف أنك لن تفهميه، ولكني أكون في هذه اللحظة قد "فَشَشْتُ" عن ما في قلبي من غضب... أمنيتي أن أعثر على كيس أسود كبير يشبه "كيس القُمَامَة" وأجْمعَ كل خيباتنا وأضعها فيه ثم أحرقه...!! أعرف يا "حلا" أنك لم تفهمي شيئاً بعد، ففي كل عام يزيد الوجع رقماً، ومن قال لك أننا نحيا نكبة واحدة؟! يا بنيتي قولي لمعلِّمتك أننا نحيا نكبات، موزعة بيننا بدون مساواة، ومنذ النكبة الأولى التي ضاعت بها الأرض، انْتَكَبْنَا مرَّاتٍ ومرَّات، منذ الطلقة الأولى وحتى آخر الطلقات، منذ اعلان الاستقلال الأول وحتى آخر الاستقلالات، منذ شعار الثورة الأول وحتى آخر الشعارات, والتي تصطف على الحيطان، وفي الطرقات، وفي الدفاتر والكتب والمقالات، وفي المؤتمرات والمحاضرات, وتوضع أقْفِية الزعماء والقادة الأحياء منهم والأموات. لا عليك يا "حلا" بالمختصر المفيد، كان لجدُّكِ 273 دونماً في عسقلان، جاء اليهود وسرقوا أرضه، فيها "تين، وعنب، ونخل، ورمان، وعلى شاطئ البحر تصْطَفْ.... أخذوها، وأخذوا بعدها المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، وكل ما تسمعين به في كتب الدين والتاريخ.. بكل براءة سألته حلا سؤالاً آخر فقالت: يا جدي ومتى سنعود لهذه الأرض؟! إلتَفَتَ إليها جدها وقال: آخ هذا سؤال يحيرني.... مش عارف بس قريب قريب يا سيدي، حتى يقرر مجلس الأمن والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية ذلك؟! جدي ولكن ما هي هذه الأسماء التي قلتها _الأمم المتحدة، العربية، الأمن- ؟! لا عليك يا جدي "شويِّة كفَّار" بيتفرَّجوا علينا، يلا قومي على فرشتك نامي، واتأكدي إنا حنرجع.!!