تمكنت الإدارة العامة لشؤون العشائر والإصلاح التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة من حل ما يزيد عن 90% من 19 قضية قتل حدثت في القطاع منذ مطلع العام الجاري. وأوضح مستشار رئيس الوزراء ووزير الداخلية لشؤون العشائر والإصلاح الحاج أبو ناصر الكجك خلال البرنامج الإذاعي "أوراق رسمية" السبت أن هذه القضايا سجلت في قائمة القتل غير العمد الناتجة عن المشاجرات وحوادث الطرق، وقد تم السيطرة على تلك القضايا ومعالجتها ووأد الفتنة في مهدها. كما تمكنت الإدارة العامة منذ مطلع العام من فض النزاع في 2127 قضية على خلفيات قضايا "مشاجرات، مالية، حوادث، عائلية، أراضي، سرقة، وقضايا أخرى". وأكد الكجك سعي لجان الاصلاح لتواصل الأسر والعائلات الفلسطينية مع بعضها البعض لكي يكون المجتمع مترابط، معتبرًا ذلك من أعظم درجات العبادة وهي الإصلاح بين الناس كما أمرنا الله بالصلح، ونحن نسعى إليه لترسيخه في ثقافة المجتمع الفلسطيني. وقال "لقد تدخلتْ لجان الاصلاح بعد أحداث الانقسام لرأب الصدع بين العائلات الفلسطينية، خاصة في قضايا القتل، وتدخلنا في إصلاح ذات البين بين العائلات والأخوة والجيران والحمد لله حققنا نتائج ممتازة وطيبة في هذه الملفات الشائكة، تعلمنا أصول الاصلاح من شرعنا الحنيف". وفي رده على سؤال هل أسهمت الإدارة العامة بشكل فعّال في رفع العبء الكبير عن المحاكم والنيابة العامة ومراكز الشرطة والتأهيل والاصلاح والنظارات؟، أوضح الكجك أن هذا هو المعمول به منذ سنوات، حيث هناك تعاون عظيم جدًا بيننا وبين المحاكم، وهناك قضايا كثيرة لا تُحل في المحاكم. وأضاف أن المحاكم دورها طويل جدًا، وتمكث فيها القضايا سنوات عديدة، ولربما يموت صاحب القضية وقضيته لا زالت في أروقة المحاكم، من هناك تعودت الناس أن تأتي للجان الاصلاح لتقريب وجهات النظر، ونحن كرجال إصلاح أقلام حق نعمل على تقريب هذه الوجهات. وشدد على أن استتباب الحالة الأمنية من صميم أولوياتنا وعملنا كرجال إصلاح، ونحن عندما تُراق دماء أو تحدث مشكلة نحرص على تطويقها ومنع إراقة الدماء، ونتكاثف جميعًا ونذهب في بداية الحدث ونطوقه لكي لا يتسع، ويكون هذا من ضمن تحقيق السلم الاجتماعي. وبخصوص قضايا قتل الخطأ، قال الكجك "نحن في حالات قتل الخطأ ندفع الناس إلى تحكيم شرع الله عز وجل، ولقد وصلنا بالمجتمع الفلسطيني إلى ترسيخ حقن الدماء، وبفضل الله خطونا خطوات قوية وطويلة جدًا حتى أوصلنا هذا الشعب لحقن دمائه وترسيخ وربط الأوصال وتقوية العلاقة بين أبناءه". من ناحيته، أكد مدير عام الإدارة العامة للعشائر والإصلاح حسين السرحي أن مقرات اللجان مفتوحة لاستقبال شكاوى المواطنين ومعالجتها حسب المنطقة، ولدينا 50 لجنة إصلاح يعمل بها 500 رجل إصلاح على مستوى القطاع، كما أن الإدارة على تواصل مع أكثر من 700 مختار. وقال "قضايا القتل في تناقص تدريجي، والمشاكل في مجتمعنا تتزايد وتتناقص حسب الوازع الديني"، مشيرًا إلى أنه تم استقبال 19 قضية قتل منذ مطلع العام حُلت نسبة كبيرة منها تزيد عن 90%، وهي ناتجة عن قتل خطأ أو حوادث سير. ولفت إلى أنه لا توجد قضايا مستعصية عن الحل، وأن ما يتم ترحيله من قضايا خلافية بين المتخاصمين يحتاج إلى وقت، لكن في نهاية المطاف يتم الصلح. وبين أن لجان العشائر والإصلاح تتعامل مع الناس بالحلول الودية وتُشيع ثقافة التراضي بينهم في ظل حالة الاستقرار والأمن والأمان في قطاع غزة مقارنة بالسنوات الماضية التي كان يسيطر عليها الفلتان الأمني.