لا يتعدى معدل الإنتاج السنوي من محصول القمح في فلسطين 40 الف طن، تزرع على ما مساحته 200 ألف دونم بمعدل إنتاج 150-200 كغم / دونم، وبذلك تكون نسبة الاكتفاء الذاتي لا تتعدى 10% ما يعني اننا نستورد 90% من احتياجنا من الحبوب، بحسب تقديرات احصائية اقتصادية. يقول مدير مديرية الزراعة في محافظة جنين المهندس وجدي بشارات في تصريحات صحفية: يعتبر الشعب الفلسطيني من أعلى المستهلكين للقمح حيث يبلغ معدل استهلاك الفرد عالميا 75 كغم من حبوب القمح، بينما يبلغ معدل استهلاك الفرد الفلسطيني 120 كغم، وقد قدرت الحاجة السنوية من القمح للأراضي الفلسطينية 450 ألف طن سنويا. وحول حجم الكميات المستوردة من القمح والدقيق يبين بشارات أن العجز في محصول القمح يصل الى 360 الف طن. ويوضح بشارات انه في حال تحسن استخدام الانتاج من القمح وتم ترشيده وتخزينه بطريقة صحيحة فإنه من الممكن أن نحسن من نسبة اكتفائنا الذاتي حتى نصل إلى 50% ضمن خطة تنفيذية تعتمد على سياسة واستراتيجية واضحة. ووفق بشارات، فإن وزارة الزراعة تقوم باستمرار بتحديث نشراتها الزراعية وعقد ورشات عمل وايام حقل وتقدم الارشادات اللازمة من أجل زيادة إنتاجية الدونم الواحد، بالإضافة إلى التعاون المستمر مع دول الجوار والمؤسسات الدولية والمحلية من أجل اختيار وادخال اصناف ذات انتاجية ومواصفات عالية، وكذلك تحسين وتنقية الأصناف المحلية وعمل تجارب من أجل الخروج بتوصيات لمناسبة الاصناف لمختلف المواقع. ومؤخرا، تم ادخال اصناف متحملة واصناف ذات إنتاجية عالية من دول متعددة ومراكز بحثية إلى فلسطين وزراعة واكثار هذه الأصناف وتوزيعها على المزارعين، بحسب بشارات. ويضيف بشارات: تم الحفاظ على الاصناف البلدية واكثارها وتوزيعها على المزارعين بعد عمليات انتخاب لهذه الأصناف، مشيرا إلى الكثير من المشاهدات التي تطبق في حقول المزارعين وفي محطات التجارب على الأصناف لتحسين الإنتاج والانتاجية، ومدى التحمل للاصناف. ويشير بشارات إلى أنه انه يتم تنظيم تدريب داخلي وخارجي للمهندسين الزراعيين والمزارعين، كما تقوم وزارة الزراعة باستقدام خبراء دوليين وذلك من أجل تحسين إنتاجية محصول القمح. وحول العوامل التي تؤثر في كمية إنتاج القمح يوضح بشارات أن معدل سقوط الأمطار وتوزيعها على الموسم من أهم المحددات لكمية الإنتاج، مستشهدا بالمثل القائل "بتمحل على نهر وبتغل على جمر". إحصائيا، تقدر المساحة الكلية التي تزرع بالقمح في الضفة وغزة حوالي 224475 دونما تأخذ فيها جنين الحصة الكبرى من المحصول، تليها محافظة الخليل، ثم طوباس، ثم رام الله والبيرة، وأقلها في مدينة نابلس.