لا تزال المصالحة "بتطلع من نقرة لدحديرة، ومن فخ لفخ" فاحت الرائحة وأزكمت الأنوف، وما عادت تُطْربُ الرؤوس، فحديث المواطنين الفلسطينيين عن أسعار الليمون في الأسواق ليس بأقل أهمية عن حديث المصالحة لديهم. خبر مفاده أن لقاء المصالحة الفلسطينية الذي عُقِد مؤخراً في القاهرة بين حركتي فتح وحماس كان بدعوة خاصة من قبل المخابرات العامة المصرية، ولم يكن من طرف الحركتين، وإذا عُرِف السبب بطل العَجَبْ، فالإدارة الأمريكية "راعية شئون فلسطين ومحددة مصيره" تخطط لنقل ملف المصالحة من مصر إلى الأردن . نقل الملف.... جاء بعد بحث الملف... وسيكون المرة القادمة إتلاف الملف...ولو كان الملف رجلاً لقتلته، ألا لعنة الله على الملف... سيكون له تبعات سياسية ومالية إضافة للتبعات المادية والمكلفة نتيجة جلب عدد كبير من الشاحنات والجرافات، وناقلي الجثث، وحافِرِي القبور، ومئات العمال، لنقل الملف إلى الأردن عبر مطار الملكة رانيا الدولي... إن تغيير الوسيط بما يتوافق مع طبيعة الحكم السائد في دولته مصيبة إن كان بأمر خارجي!!... ثم ما دخل أم الولايات المتحدة في المصالحة؟! هل علينا أن نتصالح "عَلَى كِيفْهُم"؟! لماذا كل ما "قرَّبت" فَطْ سَبْعِ البُرُمْبَا ليوقفها؟! ... أليست المصالحة قرار داخلي وكل ما فيها أسرار داخلية ؟! لماذا علينا أن نكشف عوارتنا, وسوآتنا، وفضائحنا للأمريكان؟! ونأتمر بأمرهم؟!... مش عيب كدا؟! المصالحة قرار فلسطيني مستقل ... -مستقل كذبة طبعا- هو مشلول مليون مرة، ويمشى على عكَّازين بدون أرجل أصلاً.... فمن يعيد له الأرجل ؟!