لم يعد متصفح الإنترنت مجرد برنامج لعرض محتويات المواقع الإلكترونية، بل يتمكن المستخدمون حاليا عن طريق هذه البرامج من مشاهدة الأفلام أو الاستمتاع بالألعاب أو حتى تعديل الملفات، ونظرا لوجود عدد لا بأس به من متصفحات الإنترنت المعروفة فإن على المستخدم التفكير في استعمال المتصفح المناسب. وتشتد المنافسة حاليا بين كبرى شركات تكنولوجيا المعلومات في حرب المتصفحات وعلى رأسها متصفح شركة مايكروسوفت إنترنت إكسبلورر، ومتصفح شركة غوغل "كروم"، ومتصفح شركة أبل "سفاري"، ومتصفح شركة موزيلا "فايرفوكس"، إضافة إلى متصفح "أوبرا" للشركة التي تحمل ذات الاسم. ولا يرتكب المستخدم خطأ تقريبا عند اختيار أي من تلك المتصفحات، فهي جميعها بشكل عام تمتاز حالياً بنفس الوظائف، مع وجود بعض الاختلافات البسيطة لكنها فروق دقيقة وجوهرية، حسبما يشير إلى ذلك ميشيل روتزيش من معهد الحاسبات والمعلومات بجامعة دريسدن التقنية الألمانية. ويتوقف اختيار المتصفح على حاجة المستخدم نفسه، فعلى سبيل المثال يزخر فايرفوكس بالكثير من الملحقات والبرامج الإضافية التي يمكن استعمالها لحظر الإعلانات والرسائل الدعائية أو لتحسين جوانب الأمان أثناء تصفح مواقع الويب أو لتنزيل مقاطع الفيديو من الإنترنت، في حين يمتاز "أوبرا" بأنه يتضمن برنامج بريد إلكتروني خاصا به. أما مايكروسوفت فعملت على تطوير إنترنت إكسبلورر 10 خصيصاً لنظام التشغيل ويندوز 8 الجديد، حتى يمكن استعماله مع الشاشات اللمسية، بينما يحظى "سفاري" باهتمام المستخدمين الذين يعتمدون على الهاتف الذكي "آي فون" لتصفح مواقع الويب أثناء التنقل والتجول. وقد خطت شركة غوغل الأميركية خطوة أبعد من ذلك في متصفحها كروم، فبمجرد أن يسجل المستخدم الدخول بواسطة كلمة المرور واسم المستخدم في حساب غوغل، فإنه يتمكن من مزامنة العلامات المرجعية وكلمات المرور بين العديد من أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية والحواسيب اللوحية المزودة بنظام أندرويد، لكنه في نفس الوقت يفصح للشركة الأميركية عن الكثير من بياناته الشخصية. [title]السرعة والأمان [/title]وفي السابق كانت هناك اختلافات كبيرة بين برامج تصفح الإنترنت فيما يتعلق بجوانب السرعة والأمان، إلا أن هذه الفروق تلاشت في الوقت الراهن تقريباً، خاصة أن سرعة تصفح مواقع الويب ترتبط بمدى جودة اتصال الإنترنت بشكل أكبر من المتصفح ذاته. وفيما يتعلق بجوانب الأمان فإن جميع برامج التصفح تعتمد حاليا على ما يُعرف باسم تقنية "صندوق الرمل" (ساندبوكس)، ويوضح الخبير الألماني ميشيل روتزيش أن هذه التقنية تعمل على عزل مواقع الويب المفتوحة بعيدا عن بعضها بعضا وعن بقية الحاسوب، فإذا تعطل موقع ويب بسبب حدوث خطأ ما فإن عمل المتصفح والحاسوب يستمر. ويؤكد الخبير الألماني أن أهمية تقنية صندوق الرمل لا تقتصر على ثبات عمل المتصفح فقط، بل إنها تكون أكثر أمنا، لأن قراصنة الإنترنت قد يستغلون وجود أخطاء في مواقع الويب لنشر برامج وشفرات خبيثة على الحاسوب عبر المتصفح. وبالتالي يتمكن المستخدم عن طريق تقنية صندوق الرمل من منع انتشار الفيروسات والديدان في بقية محتويات الحاسوب. وتقدم الشركات المطورة لبرامج التصفح تحديثات بصورة منتظمة لسد الثغرات الأمنية في هذه البرامج ولحماية المستخدم من هجمات الفيروسات الضارة والشفرات الخبيثة. كما يتم غالبا إطلاق وظائف جديدة ضمن الإصدارات الجديدة من المتصفح، والتي يتم تثبيتها على الحواسب تلقائياً في أغلب الأحيان.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.