الطعام هو وقت المتعة عند الكبار والصغار, فهم يشعرون عند وصوله براحة كبيرة، ولو كانت نوعية الطعام لا تعجبهم، فهم يفضلون وجوده على عدمه, لكن المشكلة غالبًا ما تبدأ في طريقة الإطعام التي تعتمدها الأم غالبًا مع الطفل, فطفلك ينتهز الفرصة كي يأكل وحده دون أي مساعدة، ولا يهمه بعد ذلك الكوارث التي سيخلفها والأوساخ التي ستتخلصين منها، بقدر المتعة التي سيحصل عليها إن أكل وحده, "متعة طفلك مع الطعام" كيف تستغلينها؟ [title]يأكل وحده [/title]تقول الاختصاصية النفسية والإكلينكية في برنامج غزة للصحة النفسية عايدة كساب: "إن الطفل في الشهر السادس عند بداية تناوله الطعام يحب أن يأكل وحده؛ فهو يجب أن يُجرب تناول الطعام وحده كي يتعلم". وتضيف: "كلما اتسخت ملابس طفلك أكثر كان هذا دليلًا على أن طفلك يحاول التجريب، ولن ييأس من هذا الأمر حتى ينجح في إطعام نفسه؛ فدعيه يشعر بمتعة أكبر، ولا تحملي هم التنظيف بعد الانتهاء من تناول طفلك الطعام". وتكمل: "إطعام الطفل نفسه يمكن أن يسبب فوضى، وربما يستمر هذا الحال عدة سنوات, فالطفل لا يتعلم مباشرةً الاستخدام الصحيح للملعقة أو الشوكة، لكن التدريب على الأشياء هو الذي يجعله يجيد استخدامها". وتتابع: "اتركيه وحده ولا تجبريه على الطعام, حاولي أن تجعلي وقت الطعام ممتعًا جدًّا له؛ كي يُحب هذا الوقت، ولا يُتعبك في تناول الوجبات المخصصة له". [title]غني له [/title]وتمضي بالقول: "ليس خطًا لو غنيت معه أغنية، أو شغلت له أغنية مفضلة يحبها من أغاني قنوات الأطفال، أو لعبت معه لعبة "الاستغماية"، واختفيت ثم وضعت ملعقة طعام في فمه، هكذا سيحب الأكل أكثر وأكثر". وتؤكد كساب ضرورة عدم استخدام الطرق المنفرة من تناول الطعام، كفتح فم الطفل وهو كاره ووضع الطعام فيه؛ فهذا ربما يسبب له الشرقة أو القيء، ويجعل الطفل يكره الطعام جدًّا؛ لأن الطريقة التي تطعمه بها أمه سببت له النفور. وتقول الاختصاصية النفسية: "لتتجنبي حدوث الفوضى في المنزل يمكن أن تشتري لطفلك كرسيًّا مرتفعًا لتناول الطعام؛ فهو يخفف عنك الكثير من الأمور، منها أنكِ لن تضطري إلى حمل طفلك لإطعامه, وتسهيل الوصول للطفل ووضع الطعام في فمه بسهولة". وتشدد كساب على أهمية تقبيل الطفل وحضنه عند تناول الطعام، وضرورة الابتعاد عن أسلوب (الروتين)؛ كي لا يمل الطفل من وجبات الطعام.