23.02°القدس
22.67°رام الله
21.64°الخليل
25.88°غزة
23.02° القدس
رام الله22.67°
الخليل21.64°
غزة25.88°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

تفاءلوا بالخير تجدوه ..

خبر: اليأس .. قاتل خفي لروح الشباب

شبان في أعمارهم ، كهول في عزائمهم ..يتأففون طوال الوقت ، لا يعجبهم شيء و ينتقدون كل شيء ، كأنهم لبسوا نظارات سوداء فلم يعودوا يروا غير اللون الأسود ، لا يحاولون فعل شيء ، ويثبطون من يحاول فعل أي شيء ، يرون أن الحياة لا تستحق العمل أو الحركة ، كأنما دفنوا أنفسهم وهم أحياء ، وأدوا قدراتهم ودفنوها بأيديهم ، واغتالوا روح الشباب من صدورهم ، وتآمروا على عزيمة تهد الجبال لو استيقظت فجعلوها في باطن عقولهم نائمة لا تتحرك أو تتململ . هذا حال كثير من الشباب في هذه الأيام وهذا شأنهم ، وهكذا يقضون أيام حياتهم ، فلم تعد الحياة تعني لهم سوى ركام من اليأس والملل والروتين . [title] لا يأس مع الحياة[/title] يقول أحد الخبراء :" الميل الواحد في نظر اليائس هو ألف ميل ،وفي نظر المتفائل هو بضعة أمتار واليائس يقطع نفس المسافة في وقت طويل لأنه ينظر إلى الخلف ،والمتفائل يقطع هذه المسافة في وقت قصير لأنه ينظر إلى الغد ، فالذين يمشون ورؤوسهم إلى الخلف لا يصلون أبدا ، فإذا كشرت لك الدنيا فلا تكشر لها ، جرب أن تبتسم". وقال آخر :" دق الباب بيدك لعل البواب الذي خلف الأبواب أصم لا يسمع , دق الباب مرة أخرى لعل حامل المفتاح ذهب إلى مكان ما ولم يعد بعد ،دق الباب مره ثالثة ومرة عاشرة ،ثم حاول أن تدفعه برفق , ثم اضرب عليه بشدة ، كل باب مغلق لابد أن ينفتح، اصبر ولا تيأس". وأضاف :"اعلم أن كل واحد منا قابل مئات الأبواب المغلقة ولم ييأس ،ولو كنا يائسين لظللنا واقفين أمام الأبواب " [title]عزيمة منهارة = يأس مميت[/title] الشاب الجامعي محمد جالس على باب البيت ويحمل في يده سيجارة ينفث منها الدخان مصحوباً بتأفف يجعله يخرج من فمه كأنما خرج من فوهة بركان على وشك الانفجار ، تخرج منذ ثلاثة أعوام من كلية تكنولوجيا المعلومات بتقدير جيد جداً ، بحث عن عمل هنا وهناك .. بحث في كل مكان فلم يجد . يقول :" كرهت الدنيا وكرهت نفسي ، ولا أرى أن لي أي فائدة في مجتمعي ، الموت أفضل من هذه الحياة التي نعيشها ، نحن كشباب لا نستطيع تحقيق ذواتنا ، باختصار الشباب يائس وحياتهم انتهت فعلياً قبل أن تبدأ ". حاولنا التخفيف عنه ورفع معنوياته بقولنا "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" ، استهزأ بابتسامة صفراء شقت وجهه الشاحب وقال :" اليأس أصبح رفيقاً لكل الشباب عدا عن غيرهم من الناس ". [title]تفاءلوا بالخير تجدوه[/title] نقلنا حالة الشباب ومنها حالة صديقنا محمد للدكتور والمحاضر في الجامعة الإسلامية جميل الطهراوي وتساءلنا عن الأمور التي قد تكون سبباً في حالة اليأس التي تصيب الشباب فجعل أول الأسباب عدم تمكن الشباب من تصريف قدراتهم وإمكانياتهم . وأوضح الطهراوي أن الأسباب المؤدية ليأس الشباب عبارة عن منظومة متكاملة يتقاطع فيها الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه الشباب، ما يؤدي في المحصلة إلى واقع يائس هو ما يحياه الشباب اليوم ،وقال :" عمل الشاب له قيمة معنوية ، عدا عن القيمة الاقتصادية فالشاب عندما يعمل يحلم ويفكر في تطوير نفسه وتحقيق ذاته ". ووجه الدكتور للشباب دعوة للتفاؤل والأمل مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " تفاءلوا بالخير تجدوه " ، موجهاً الدعوة إلى الشباب لتقوية الوازع الديني لديهم والثقة بالله عز وجل . ودعا الطهراوي في ختام حديثه معنا إلى الاهتمام بالشباب عبر كل المؤسسات الحكومية والأهلية من خلال تفريغ طاقاتهم وحثهم على الإبداع والتميز وقال :" حل مشكلة اليأس لدى الشباب تحتاج إلى رزمة من المشاريع والأنشطة تقوم عليها الوزرارات والمؤسسات الحكومية والجمعيات والمراكز الأهلية عبر الأنشطة والفعاليات إضافة إلى التوعية والتثقيف ". يقول الشيخ العلامة يوسف القرضاوي عن الأمل وعدم اليأس :" الأمل لابد منه لتقدم العلوم، فلو وقف عباقرة العلم والاختراع عند مقررات زمنهم ولم ينظروا إلا إلى مواضع أقدامهم، ولم يمدهم الأمل بروحه في كشف المجهول، واكتساب الجديد من الحقائق والمعارف، ما خطا العلم خطواته الرائعة إلى الأمام ووصل بالإنسان إلى القمر".