من المهمات الأساسية التي يجب على الأسرة أن تركز عليها هي مسئولية إعداد طفل ناجح, متوازن ونافع لنفسه ومجتمعه، وهي تمثل تحديًا كبيرًا يواجه كل أسرة، خاصة في ظل وجود عدة مؤثرات خارجية يصعب على الوالدين التحكم فيها، وتؤثر بصورة أو بأخرى على شخصية وخلفية الطفل. وأحد أهم الجوانب التي ترغب كل أسرة في تعليمها لأبنائها هو كيف يمكن أن يكون زوجًا مستقبليًّا ناجحًا يتحمل المسئولية، وصاحب شخصية قيادية يثق بنفسه ويتحدى الصعوبات التي تتحدى نجاحه كافة، فكيف تجعل ابنك زوجًا مستقبليًّا ناجحًا؟ ويبين أستاذ الاجتماع وليد شبير أنه يمكن تهيئة المراهق لمرحلة الزواج مستقبليًّا من خلال تشجيعه على احترامه لذاته وللآخرين، والثقة بالنفس، وتحمل المسئولية، ودعمه من أجل تحقيق القدرة على إدارة الأمور، والنجاح في الحياة، والتأثير الإيجابي في الآخرين. وينصح شبير بإلقاء بعض المسئوليات على عاتق الابن المراهق، كأن يقوم بدور الأب في غيابه، مثلًا، أو الذهاب إلى السوق وشراء بعض الحاجيات، أو متابعة أخيه الأصغر في الدراسة ليتعود تعليم أطفاله فيما بعد. ويشدد على أهمية القدوة في تعليم الطفل؛ فالأهل هم نبراس للأولاد عندما يكبرون، والمسئولية التي يتحملها وهو صغير تفيده جدًّا عندما يكبر ويحاول بناء أسرة. [title]دون حواجز [/title]وينوه إلى ضرورة عدم وضع حواجز أو التفرقة في الأعمال بين الذكور والإناث؛ فكلٌّ له مسئولياته التي يجب أن ينجزها ويتعلم منها. ويقول: "الطفل يكبر وينمو وتنمو معه مسئولياته, لذلك يجب ألا يتشاجر الأب والأم أمام أطفالهما, نحن لا نقول: يجب أن يكون هناك تعامل مثالي، لكن محاولة التقليل من المشكلات على قدر الإمكان". ويشجع أستاذ الاجتماع على شرح بعض الخصائص الفسيولوجية للابن المراهق، وأن يتعلم كيف يبني الأسرة، وكيف يدير حياته فيما بعد. ويكمل: "ويجب أن نساعد الابن على الانخراط في عمل خارج المنزل؛ لتهيئته للعمل بعد التخرج في الجامعة، ومحاولة الادخار، ولو جزءًا من مهر العروس فيما بعد". ويضيف: "أيضًا يمكن تعليمه كيف يكون الإنفاق على الزوجة والأطفال، وما هي الضروريات التي يجب أن ينفق عليها، لابد أن نعوده ألا يكون هناك بذخ زائد عن الحد". وفي النهاية يؤكد شبير أنه إن تعلم الابن المراهق هذه الأمور فبالتأكيد سيكون زوجًا ناجحًا، يتحمل المسؤوليات، ويمكن الثقة فيه، مع ضرورة ألا يتدخل الأب والأم في حياة ابنهما الزوجية الجديدة.