إنه فصل جديد من فصول التطهير العرقي واسع النطاق الذي يمارسه الكيان الصهيوني . إنهم بدو النقب الذين قاوموا سياسات الترهيب والترحيل والمصادرة طوال 63 عاماً، يتعرضون الآن لموجة جديدة من محاولات اقتلاعهم من أرضهم . هؤلاء أبناء الأرض التي عاش عليها أجدادهم وأجداد أجدادهم يواجهون الآن قرارات صادق عليها الكنيست الصهيوني بتهجيرهم ومصادرة أراضيهم في إطار خطة لمصادرة نحو 700 ألف دونم من أراضيهم وإزالة نحو 40 قرية يعدها الاحتلال غير شرعية مع أنها قائمة قبل وجود الكيان بمئات السنين . منذ قيام الكيان تم الاستيلاء على معظم أراضي النقب، واقتلاع أكثر من ثلثي أهلها تحت ذرائع شتى من بينها “قانون أملاك الغائب”، وقوانين اكتساب الأرض لسنة 1953 . هناك عشرات القرى في النقب لا يعترف بها الكيان، ولا يعترف بسكانها كبشر لهم حقوقهم الإنسانية البديهية، وهي محرومة من الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والتعليم والرعاية الصحية، في أبشع ممارسة للتمييز العنصري الذي يفترض أنه انتهى مع نهاية النظام العنصري في جنوب إفريقيا . ومع ذلك يصرّ سكان النقب على التمسك بهويتهم وقراهم وأرضهم في تحدٍ بطولي لكل الممارسات العنصرية التي يتعرضون لها . وكانت التظاهرات التي نظموها في بئر السبع قبل يومين مثالاً على تعلّقهم بأرضهم ورفضهم للقرارات الصهيونية التي تستهدف اقتلاعهم . لقد ضرب بدو النقب نموذجاً في الصمود والتحدي، وكانت قرية “العراقيب” أحدَ وجوه هذا الصمود، عندما قام في يوليو/ تموز 2010 أكثر من 1300 شرطي بهدم القرية بزعم أنها غير شرعية، لكن الأهالي رفضوا هذه المزاعم وأبرزوا كل ما لديهم من صكوك ملكية تعود إلى أيام الدولة العثمانية . . فأعادوا بناءها من جديد، ثم عاد العدو ودمرها مجدداً للمرة ال ،29 لكن الأهالي لم يستسلموا وهم بصدد إعادة بنائها من جديد . بدو النقب لن يرحلوا من أرضهم وأرض أجدادهم ليتركوها نهباً للاستيطان والتهويد . . مثلهم مثل أهالي بقية فلسطين الذين صمدوا وقاوموا ولم تلن لهم قناة . . ولن يخضعوا ولن يستسلموا . مقاومة بدو النقب هي استمرار للمقاومة المتواصلة طوال 63 عاماً، في مجرى الصراع بين الحق والباطل .