24.98°القدس
24.58°رام الله
23.86°الخليل
25.39°غزة
24.98° القدس
رام الله24.58°
الخليل23.86°
غزة25.39°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

"ذاكرة لا تصدأ"..

خبر: صغار يرسمون قراهم المُدمّرة وكبار يتذكرون

أعاد شاهدان على النكبة رسم حكايات طفولتهم في القرى المدمرة، فيما أطلق 40 طفلاً وزهرة العنان لخيالهم، وشكّلوا معالم قراهم، وما عرفوه عنها، من وحي روايات أجدادهم، ومطالعتهم. ووصف الصغار، مدينة حيفا، وبلدات: الكفرين، والريحانية، ويازور، وأبو شوشة. ثم سرد الثمانيني محمد صالح العرجا، والسبعيني محمود أمين لبادة ذكريات طفولتهم. الربط بين الأجيال الصاعدة، وشهود العيان على النكبة يهدف إلى بث الوعي، وحب الوطن، والتمسك بحق العودة، وبخاصة أن الأجيال الأولى التي ذاقت علقم النكبة، يتهددها القدر المحتوم. وبعد الاستماع للكبار، قالت عبير الغول -13 عاماً-: "بلدتنا الكفرين "حلوة"، وكلها أشجار، وجنة واسعة، وحدثني عنها والدي كثيراً، ولم أزرها، وخلال المدرسة ودائماً أرسم لوحتها من بيوت وأشجار وأسواق وأولاد يلعبون بهدوء، قبل احتلالها". وذكرت أنفال عمر أن قريتها ممتعة وجميلة وذات أودية وينابيع مياه، فيما يُحدثها دائماً جدها محمد موسى، عن الحطب الذي كان يجمعه لإعداد الطعام، والطابون لتحضير الخبز، وعيون الماء الكثيرة. ووصف قاسم طلعت الكفرين بالجميلة والكبيرة، التي تشبه أرض الأحلام، بما فيها من ماء وشجر، لكن كل شيء فيها تعرض للسلب والنهب. وقصّ لبادة للصغار سيرة القرية الواقعة قضاء حيفا، وعائلاتها، ومهنها، وكتاتيبها، وتجارتها، وينابيعها(عين البلد، والحنانة، وبيت راس). وقال: "كانت أرضنا ذات تربة حمراء وبيضاء، ومحاطة بجبال، وفيها أراضٍ سهلية، فيما كان الأطفال يتجهون لتعلم أصول الزراعة ومساعدة أهلهم في أعمال الفلاحة، والذهاب للتنزه إلى حيفها: كرملها وبحرها، في أوقات الفراغ". [title]ألعاب شعبية[/title] وتابع لبادة: كنا نلعب الزرينة (كومة تراب يدافع فريق عنها وآخر يحاول هدمها) والدقة والحاح، والطميمة (البحث عن الفريق المختفي)، وصنعنا الفطبول (الكرة) من الشرايط، أما خلال الأعياد، فكان بعض الأطفال يلهون بالمراجيح البدائية المصنوعة من حبال مربوطة بالأشجار. وروى محمد صالح العرجا، أحوال بلدته الفالوجة (بين الخليل وغزة)، ومدارسها ومزارعها ومهنها وحياته فها خلال الطفولة. وقال: "كان شيخ الكُتاب يعلمنا القرآن والقراءة والحساب، وكنا ندخل المدرسة في سن سبع سنوات، ونرتدي الزي الكاكي والبنطال القصر، ونحلق الشعر على الصفر. وكان المعلم موظفا في وزارة المعارف أما الشيخ فيأخذ منا القمح والعدس وغيرها بدل النقود". يتابع "لعبنا (الطميمة) و(الدقة والحاح) و(الكرة) التي تشبه رياضة البولينغ، و(الحاضر)، الشبيهة بالهوكي، وصنعنا الكرة من الجربان التالفة، وخلال الأعياد كان عمر البايض والحاج عبد العزيز وأبناء عمومته من العائلة ذاتها يصنعون المراجيح الكبيرة من الخشب، والتي كانت تدور بنا في سلال خاصة". [title]ملامح لا تنسى[/title] من الملامح التي لا ينساها العرجا عن المدرسة: قصص علي بابا والأربعين حرامي، وجزاء سنمّار، وجحا ونوادره، وأناشيد (أنتِ سورية بلادي أنتِ عنوان الفخامة كل من يأتيك يوما طامعاً يلقى حِمامه (موته). واسترد أمام الأطفال: استشهد أبناء عمي (محمد صالح، وصالح الشيخ خالد) أمامي ونحن نلعب عام 1948 حينما أغارت علينا طائرات (ستير) و( ووكر هنتر)، فهربت أنا في عبارة تحت الشارع، وقضيا بعد أن خرجت أمعاء أحدهم على الطريق. ورسم الفتى مصطفى مؤيد صبح، حكاية الريحانية، قضاء حيفا، البلد الزراعي الجميل، والمشهور بأشجاره وبالفخار. وقال: لم أزر البلدة، لكنني قرأت عنها، وعرفتها من كثرة حديث والدي. وليتنا بقينا فيها لنذهب إلى البحر الذي لم أشاهده في حياتي! وتخيل عبد الرحمن إحسان تيم، قريته يازور الملاصقة ليافا: كانت جميلة، وحدثتني جدتي عنها وعن شجرها، وبرتقالها، وخبز الطابون التي كانت تُعده، وألعاب الغميضة، حين كانت تختفي من رفيقاتها خلف الأشجار الكبيرة. [title]أسئلة من الذاكرة[/title] وتنقل نزار محمد تايه (13 عاماً) في أراضي أبو شوشة، كما رسمتها له قراءاته، والحكايات التي سمعها من أسلافه. وطرح الأطفال والزهرات عشرات الأسئلة على العرجا ولبادة، كحال معنى النكبة وتفاصيل وقوعها، ولحظة التهجير، والمهن السائدة، والنقود والتعاملات المالية، والحلاقين وأجورهم، والتجار، ورمضان، والأعياد، والكتب، والمصانع، وأسباب النكبة، والبحر، والبرتقال، والزي المدرسي، والألعاب الشعبية الأحب، وشكل البيوت، والخوف، وبدايات المخيم، والمعاناة، وحق العودة.