25.52°القدس
24.93°رام الله
25.53°الخليل
26.15°غزة
25.52° القدس
رام الله24.93°
الخليل25.53°
غزة26.15°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: الأكاديميون.. من فضاء العلم لعتمة السجن

شكّل أساتذة الجامعات والأكاديميين الفلسطينيين على مر العقود الماضية أحد أهم أعمدة مقاومة الاحتلال والتصدي لمخططاته لما يمثلوه من شريحة هامة تسهم بالحالة التوعوية الفلسطينية وفضح مخططاته وقيادة الجماهير وتوجههم والتأثير بهم، ومن هذا المنطلق كانوا عرضة لممارسات الاحتلال اعتقالا وإبعادا ومنعا من السفر. وبات واضحا أن إدارات السجون الإسرائيلية تفرض حالة من التضييق على الأسرى الأكاديميين ذوي الكفاءات العلمية العالية في خطوة لإضعاف عقلياتهم، والتقليل من مجهودهم الفكري، وتقليص تطلعاتهم العلمية والثقافية للحيلولة دون تعميم الفائدة في أوساط الشعب الفلسطيني. تقول زوجة الأسير الدكتور محمد غزال من نابلس أن "الاحتلال لطالما كان عائقا أمام انجازات زوجي واختراعاته في مجال الهندسة المدنية، فبعد حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة كان في طليعة ممن أسسوا كلية الهندسة في جامعة النجاح التي يُدّرس فيها إلى الآن". وتتابع: "بعد عام 1995 حرم الاحتلال زوجي من السفر لحضور المؤتمرات العلمية بدواع أمنية واهية، كما اعتقل عام 2005 لمدة عامين في الحبس الإداري دون وجود أي تهمه تذكر، ولم يكتف بذلك حتى أعاد اعتقاله في 7/12/2011 ولا زال حتى الآن رهن الاعتقال الإداري، ويعاني من عدة أمراض كارتفاع ضغط الدم الذي يسبب له الإغماء المتكرر". من جهتها، تقول زوجة الأسير الدكتور محمد عزت السيد من جنين: "اُعتقل زوجي بتاريخ 30/1/2012 وحُكم عليه بالسجن لمدة (7 شهور) وقبيل إطلاق سراحه أصدرا الاحتلال بحقه أمرا إداريا يتجدد إلى الآن، وذلك لتغييب دوره الفاعل في تعليم الأجيال، وتكريس سياسة التخلف والجهل لأبناء الشعب الفلسطيني التي يزرعها الاحتلال في اعتقال معلميهم وأساتذتهم". والسيد حاصل على درجة البكالوريوس والماجستير في الشريعة الإسلامية من الجامعة الأردنية، ودرجة الدكتوراه في علوم القران من جامعة أم درمان في السودان، وهو يعمل اليوم محاضرا في جامعة القدس المفتوحة في جنين، وكان مشرفا على رسائل الماجستير في جامعة النجاح في فترات سابقة، كما عمل مدرسا بكلية في أم الفحم وواعظا ومحاضرا في المساجد. وتؤكد زوجة السيد أن استمرار الاحتلال في اعتقاله يمثل عملية تغييب للكفاءات العلمية وإعلان حرب تهدد باستنزاف الطاقات الفكرية في ظل تغييب هذه الشريحة عن دورهم الريادي في المسيرة العلمية التي كان لهم الدور البارز في تقدمها وازدهارها، مشيرة إلى أن زوجها رغم انه يعاني من ضعف في البصر إلا انه لا ينفك عن القراءة والمطالعة. [title]تضييق الخناق عليهم[/title] وتشير زوجة الأسير الدكتور احمد قطامش من رام الله إلى أن زوجها أمضى أكثر من (12 عاما) في السجون ورغم ذلك استطاع الحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة "لاهاي" في سن متقدمة. ولفتت إلى أن الاعتقال الأخير الذي تجاوز العامين في الإداري كان عائقا أمام تحقيق مزيد من الانجازات العلمية والحصول على درجات وخبرات أعلى، في ظل الاستمرار في اعتقاله وحرمانه من السفر. وتفسر زوجته التمديد التعسفي بحق هؤلاء الأسرى بأنه هو عملية احتقار للعلم من الاحتلال في خطوة استباقية لمنعهم من مواكبة التطورات والاختراعات المتلاحقة في ميادين العلوم المختلفة، وتخوفا من إنتاج شريحة واعية على يد حملة الشهادات لإعاقة مشاريع الاحتلال التي تنطلق من أساس فكري ثقافي. وللأسير باع طويل في نشر التوعية السياسية خصوصا وانه يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسة وعمل مدرسا في جامعة القدس، وله العديد من المؤلفات أنتجها داخل السجن وخارجه مثل: مداخل لصياغة البديل وهو مجموعة محاضرات سياسية عن الحلول السياسة للقضية الفلسطينية، وكتاب خيار الدولة الواحدة، ومجموعة قصصية بعنوان "الرحلة" للأطفال، إضافة إلى عشرات المقالات المنشورة في المجلات والصحف. [title]تعطيل الدور التربوي[/title] أما الأسير والأستاذ الجامعي مصطفى الشنار، فقد اعتقل خلال العقدين الماضيين أربع مرات جميعها كانت اعتقالات إدارية، وكان ممن شاركوا في عمل الأبحاث والتقارير في تخصص علم الاجتماع بعد حصوله على درجة الماجستير من الجامعة الأردنية. وبحسب زوجته فقد كان للشنار الدور البارز في المسيرة التربوية والتعبئة الاجتماعية من خلال عمله كمدرس لعلم الاجتماع في جامعة النجاح بنابلس، مشيرة إلى أن "الاعتقالات المتكررة وضع العصي في الدواليب لتخريب وتعطيل التنشئة الاجتماعية وتغييب قصري لمن يقومون عليها، وتمهيد لهجرة الكفاءات من خلال بث اليأس في نفوس أصحاب الكفاءات العلمية، من اجل تحطيم القيم الاجتماعية وإيجاد هوة بين المعلمين وتخصصاتهم، لا سيما ان مثل هكذا تخصصات تعتمد على المواكبة المستمرة". الحال مشابه لدى عائلة الأكاديمي الأسير زين الدين شبانة من الخليل الذي جرى تمديده لثلاثة مرات في الاعتقال الإداري بعد قضائه أكثر من (15 عاما) في السجون، ما يعني "القضاء على المسيرة التعليمية وتحطيم مقومات العملية التربوية التي يقودها الأكاديميون الذين هم عماد التدريس في الجامعات". وشبانة حاصل على درجة البكالوريوس في تخصص اللغة العبرية من الجامعة العبرية أثناء مكوثه في السجن ويعمل حاليا مدرسا في جامعة "بوليتكنك فلسطين" بالخليل، كما انه ألف كتابا باللغة العبرية، ويعمل مترجما قانونيا ويعطي دورات ومحاضرات في التاريخ والعلوم السياسية.