خبر: السوريون بغزة.. وجعُ التهجير وعتبٌ على التقصير
04 يوليو 2013 . الساعة 11:57 ص بتوقيت القدس
ضاقت بهم السبل، وأنهكتهم صواريخ طاغية العصر بشار، وهدمت عصاباته بيوتهم، فلم يعد لهم مأوى في بلد استباحت فيه المحرمات، وأريقت به دماء ما يزيد عن مائة ألف شهيد سوري، لتبدأ معهم فصول رحلة التهجير من حرب شعواء لا تبقي ولا تذر. اللاجئون السوريون مصطلح جديد انتشر في معظم بلدان العالم، فلا تكاد بلد تخلو من عدد من اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب التي يشنها بشار عليهم، وعلى الرغم أن النسبة الأكبر من اللاجئين السوريين متواجدين في تركيا إلا أن قطاع غزة كان له نصيب باحتضان من احتضن الفلسطينيين في محنتهم ونكبتهم. اللاجئ الفلسطيني السوري فرج الله عودة الله منصور جراد تعرض خلال حياته إلى تهجيرين قصريين، أولهما بعدما هجر بصحبة عائلته مطلع السبعينيات من القرن الماضي من قطاع غزة إلى سوريا، والثاني قبل نحو عامين عندما هجر من سوريا قصرا على أيدي عصابات المجرم بشار الأسد. فمن مخيم العائدين بمنطقة درعا في سوريا، إلى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الحكاية واحدة، والمعاناة مستمرة، فمن حرب لا ترحم، إلى حصار لا يرحم، وبرغم اختلاف الجلاد، إلا أن ملة الكفر واحدة، بطش وقتل ونهب لممتلكات الغير. [title]فقد منزله وفرّ بأسرته[/title] الحاج فرج الله أوشك عمره على الستين عاما، هاجر من منزله بمخيم العائدين بدرعا مطلع شهر يونيو 2011 بصحبة أسرته المكونة من 11 فردا، واستقر به المقام حيث بيت أهله بمعسكر جباليا شمال قطاع غزة، في ظل وضع اقتصادي ومعيشي صعب. وأشار المهجر فرج الله إلى أن عدد أسرته الكبير ألزمه استئجار منزل بجباليا، حيث يحتاج سنويا لما يزيد عم 2000 دولار لدفع ايجار البيت، الأمر الذي لا يستطيع دفعه نظرا لعدم توفر عمل له ولأولاده. وينوه فرج الله إلى أن كان يعمل بسوريا في بيع الخضار وله دكان خاص به ومنزل ملك بمساحة 80متر، وأبناؤه فقدوا عملهم، ولا يجدون أي عمل لهم في غزة نظرا لاستمرار الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2006. ويؤكد على أنه فقد منزله بقصف لعصابات الأسد على مخيم العائدين، أدى إلى تدمير كبير في عدد من منازل وأزقة المخيم، الذي كتب على سكانه رحلة تهجير جديدة. [title]وضع معيشي صعب[/title] وأضاف فرج الله :" عائلتي تتكون من 11 فرد، عدد منهم بالمدارس، وواحد بكلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الاسلامية، وثلاثة عاطلين عن العمل تجاوز عمرهم ال25 عاما، ومصاريف المنزل كبيرة وتحتاج إلى مصدر دخل ثابت يوفر لنا حياه كريمة". وقال: "نحصل بين الوقت والآخر على مساعدات كريمة من الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، لكنها غير كافية للمصاريف التي يحتاجها 11 فردا لا مأوى لهم". وتابع: "نقدر كثير الجهد الذي تقوم به الحكومة الفلسطينية في غزة برئاسة الدكتور اسماعيل هنية، ونعي جيدا الظروف التي تمر بها، ونثمن مساعداتهم لنا، لكن كلي أمل أن تجد لي ولأبنائي فرص عمل تمكننا من التماشي مع الحياة، وتحقق لنا نوعا من الحياه الكريمة في ظل أرض غزة الكريمة". وقدم الحاج فرج الله إلى قطاع غزة مهجرا من سوريا مطلع يونيو 2011، وتعرض خلال سفره لاحتجاز بمطار القاهرة الدولي لمدة 19 يوما بصحبة 5 من أبنائه، وتم ترحيله إلى قطاع غزة، ويحصل بين الفترة والأخرى على بطالة عمل من الحكومة الفلسطينية غير أنها بشكل متقطع ولا تكفي لتلبية احتياجات عائلة تذكرنا بما تعرض له أجدادنا قبل 65 عاما.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.