16.35°القدس
16.09°رام الله
14.97°الخليل
21.26°غزة
16.35° القدس
رام الله16.09°
الخليل14.97°
غزة21.26°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: مزارعون يقبّلون زيتونهم المحترق بنابلس

تصاعدت وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية بحق الأراضي الفلسطينية وأشجار الزيتون المثمرة والممتلكات الزراعية، وباتت هدفاً يومياً لأطماع المستوطنين في مختلف قرى ومدن الضفة الغربية، بهدف إفراغ الأراضي من المزارعين من خلال حرق وقطع وتجريف الأراضي الزراعية والاستيلاء عليها لبناء المستوطنات وتوسيعا. أحدث حلقة، ما قام به مستوطنون الأسبوع الماضي بحرق 430 شجرة زيتون مثمرة وعشرات الدونمات الزراعية، إضافة إلى حرق عشرات أشجار اللوز وحقول القمح المزروعة في قرية "عينابوس" جنوب مدينة نابلس. رئيس مجلس قروي عينابوس نايف حمد وصف ما جرى بقوله "ظهيرة الأحد 30-6 أقدم مستوطنو "يتسهار" بإشعال إطارات مطاطية بالمواد المشتعلة ودحرجوها صوب الأراضي الزراعية بين "عينابوس" وقرية عوريف المجاورة". ومع حرارة الصيف المرتفعة أخذت النيران بالانتشار بشكل سريع خاصة حين وصلت لمنطقة مليئة بالمخلفات والقمامة، وازدادت حدة الاشتعال حين منع المستوطنون أهالي القرية من إخماد النيران وأعاقوا وصول طواقم الإطفاء، ورشقوا رجال الإطفاء بالحجارة لمنعهم من إخماد الحريق الذي اقترب من منازل المواطنين في الجهة الشمالية الغربية من القرية. ويصف حمد اعتداءات المستوطنين بأنها "عملية تطهير وإخلاء للأراضي الزراعية، وتصفيتها من كل معاني الحياة، ولو استطاعوا حرق المنازل في تلك المنطقة لفعلوا". وعلى مدى السنوات الماضية تعرضت القرية لعشرات الاعتداءات المتمثلة بالهجوم على المنازل ورشقها بالحجارة وتكسير النوافذ والاعتداء جسدياً على ساكنيها، كما كان للأراضي الزراعية النصيب الأكبر من قطع للأشجار وحرق للمحاصيل وإتلافها أثناء المواسم الزراعية، ناهيك عن حرمان المزارعين وأصحاب الأراضي من العمل في أراضيهم وطردهم منها. [title]يُقّبل أشجاره المحترقة[/title] المزارع خضير رشدان (72 عاما) يقول: "زرع والدي عشرات أشجار الزيتون قبل أن تطأ أقدامي هذه الأرض، واليوم بلمح البصر أحرق المستوطنون جهد عشرات السنوات، وقبل ستة أعوام تعرضت المنطقة نفسها لحريق على يد المستوطنين، ولم يكتمل نمو الأشجار حتى سارعوا بإحراقها من جديد". ويستذكر رشدان عام 2007 حين سمح الاحتلال للأهالي بدخول أراضيهم برفقة وفود أجنبية "منذ أن رأيت أول شجرة زيتون محترقة، سارعت إليها بشكل عفوي وحضنتها وصرت أقبلها وأبكي كما تقبل الأم ابنها الشهيد الذي فارق الحياة". وبكل حرقة وألم يكمل رشدان تفاصيل الحكاية: "لم يقف الأمر على اعتداء أو اثنين، بل يعمد المستوطنون لتدمير كل أرض تنبت ورقة خضراء لتحويلها إلى صحراء قاحلة، فقد احرقوا لي تعب عشرات السنوات بحرقهم لأشجار الزيتون وحقول مزروعة بالقمح والبيكة". [title]رؤية الأرض ممنوع[/title] ويشير رشدان إلى أن الاحتلال لم يسمح لهم بالوصول لأراضيهم إلا مرة أو مرتين في العام، "فأراضينا وأشجارنا المحاذية للمستوطنات أصبحت كالأسير الممنوع من زيارته، وهذا يهدف لنزع الأرض من ذاكرة أصحابها ومزارعيها". ويفرض الاحتلال سياسة أمر واقع بخصوص الأراضي الزراعية الواقعة بمحاذاة المستوطنات والمواقع الأمنية والعسكرية في مختلف مناطق الضفة الغربية، وكذلك الأراضي القريبة من الجدار الفاصل، كأن تمنع سلطات الاحتلال المواطنين من الاقتراب من هذه المناطق لمسافة (500 متر) أو أكثر أو أقل، بحجة تشكيل خطر على أمن المستوطنات أو "مواطني دولة إسرائيل". كما لا يسمح لأي من المزارعين الذين يمتلكون أراض بجوار تلك المستوطنات أو الجدار من الدخول إليها دون إذن مسبق وبعد إصدار تصاريح من الاحتلال أو عمل تنسيق مع الارتباط العسكري في السلطة الفلسطينية، في إشارة منهم إلى أن هذه الأراضي أصبحت أراضي "دولة" لا يحق لأحد التصرف بها. [title]ليسوا بشرا!! [/title] ومع تجدد الاعتداءات بأساليب همجية، يتفنن المستوطنون بعمليات التخريب والعبث بالأراضي الزراعية والممتلكات، فتارة يعطبون الجرارات الزراعية ويهدمون البيوت الزراعية، وأخرى يسرقون المعدات والثمر، ويرسلون الكلاب على المزارعين ويضربونهم ويطردونهم، بل تعدى ذلك لاختطافهم. ويشير المزارع محمد علان إلى أن ممارسات المستوطنين ليست من سلوك البشر وإنما تصرفات حيوانات وقطعان مفترسة للتخريب والتدمير وإلحاق الضرر بالآخرين، كما أنهم يمثلون رمز العداء للإنسانية ويختلفون عن كل سكان العالم في عدائهم للشجر والإنسان، فلماذا هذه الممارسات بحق أراضينا وزيتوننا؟". وبعد كل اعتداء يحضر الجيش، وكأنه لا علم له بالحادثة، فبدل أن يحاسب المستوطنين على جرائمهم، يسارع بمنع المزارعين من دخول أراضيهم وطردهم واقتحام القرية واعتقال كل من يحاول حماية أرضه، وإطلاق القنابل الغازية والمطاطية صوب المزارعين في حقولهم لفتح الطريق أمام المستوطنين لزيادة أعمال التخريب والتدمير.