في أجواء احتفالية تشابه أجواء ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة، دشن فخامة رئيس جمهورية مصر العربية محمد حسني مبارك نُصُب الديمواقراطية العظيم في ميدان التحرير، معلناً تغيير اسم الميدان إلى "ميدان الديموقراطية". وبحضور القائد العام للقوات المسلحة اللواء محمد حسين طنطاوي، الذي استعاد منصبه بعد تنازل اللواء عبد الفتاح السيسي له، ورئيس الوزراء محمد البرادعي، ونائبه حمدين صباحي، ووزير الخارجية عمرو موسى، في ظل غياب السيد البدوي الذي لم يعجبه منصب وزير الفنون الجميلة في الحكومة الثورية الجديدة، قص سيادة الرئيس الشريط، وهو ممدٌ على سرير طبي، فيما لم تستطع الكاميرات التقاط صورة واضحة لقص الشريط، نظراً لشدة لمعان الساعة التي كان يرتديها بيده. وفور قص الشريط، تسابق المسؤولون للالتقاط الصور التذكارية مع النصب الذي تجسد على شكل خازوق، طوله 3.5 متر، وكتب على رخامةٍ أسفل النصب "دشنه الـ57634 اللي كانوا في الحارة المزنوقة، في ذكرى تلبيس الإخوان خازوق يونيو المجيد". فخامة الرئيس قال عقب الافتتاح، وهو يرتدي عصبة حمراء كتب عليها "لِبسوها"، "أبارك للشعب المصري هذه المناسبة العظيمة، وأشكر كل متمرد من صميم قلبي، وسأتوجه لوضع الزهور الحمراء على قبورهم فرداً فرداً". وغير بعيدٍ عن الافتتاح، كان مجموعة من المتظاهرين "العُبط"، قد رفعوا لافتاتٍ كتب عليها "لازم نلبسوا مع بعض"، و"النُصب أكبر عملية نصب"، إلا أن جهود الحاج فودة والحاج عاشور، أثمرت على القضاء على جميع المتظاهرين قبيل الافتتاح بمسدسات كاتم للصوت، حتى لا تزعج المارة في المكان. ونقلت الخبر وكالات الأنباء العالمية، وقنوات التلفزة المصرية، التي أشادت بهذه الخطوة المعبرة عن رعاية فخامة الرئيس لروح الديموقراطية، وإكرامها بهذه الطريقة الإبداعية. أبدى عمرو أديب في برنامجه "الأصلع" على قناة "الطبل"، إعجابه بطول الخازوق، مطالباً موسوعة غينتس بتسجيل كرقم قياسي، لأطول خازوق في العالم، فيما عبرت لميس الحديدي في برنامجها "بطلنا نردح" على ذات القناة، عن انبهارها بالروح الإنسانية التي يتمتع بها فخامته، وكيف أنه أصر على وضع الزهور الحمراء على قبور المتمردين. وقالت "إن اللون الأحمر يدلل على الحب العميق الذي يحمله فخامته لجميع المصريين"، أما وائل الإبراشي فقرر صبغ شعره باللون الأحمر، تعبيراً عن دعمه لخطوات الرئيس الهامة. "مبارك يفتتح نُصب الديموقراطية في ميدان التحرير"، كان هذا الخبر الرئيسي الذي سمعه خميس في سيارة الأجرة التي استقلها ليصل إلى الساحة، وأذاعته إحدى الإذاعات المحلية بقطاع غزة، حيث دوّت في السيارة شخرة جماعية، وبعد وصول الشخرة إلى نهايتها، قال خميس "عشنا وياما ح نشوف.. مبارك رئيس ومرسي مخطوف".