يواصل الأسرى الفلسطينيون في السجون الصهيونية لليوم الرابع عشر على التوالي معركتهم "معركة وحدة الأحرار" التي أعلنوا خلالها إضرابهم عن الطعام ، فيما يتزايد يوماً بعد يوم أعداد الأسرى المضربين عن الطعام إضراباً مفتوحاً . كما تتزايد داخل السجون حالة من الاستنفار من طرفي الصراع غير المتكافيء ، فقد قرر الأسرى المضربين إضراباً غير مفتوح التريث ريثما تنتهي جلسة للمباحثات من المقرر عقدها اليوم بين إدارة مصلحة السجون والأسرى . وفي حال فشلت هذه الجلسة في إنهاء الأزمة والاستجابة لمطالب الأسرى فقد توقع الناطق باسم وزارة الأسرى والمحررين رياض الأشقر أن يؤدي ذلك إلى تعقيد الحالة داخل السجون والوصول إلى مرحلة خطيرة قد توقع جرحى ووشهداء في صفوف الأسرى . [title] حرب مفتوحة[/title] وقال الأشقر – في لقاء عبر الهاتف مع شبكة "فلسطين الآن" الإخبارية - :" من المتوقع غداً إضراب في كافة السجون إذا فشلت جلسة اليوم، وسيشارك فيه 6000 أسير". وبين الأشقر أن وخلال الأسبوعين القادمين ستتزايد أعداد المضربين عن الطعام إضراباً مفتوحاً ، وصولاً إلى إضراب جميع الأسرى إضراباً مفتوحاً عن الطعام . وكشف الأشقر عن تفكير الأسرى في عصيان مدني داخل السجون، وهي خطوة متقدمة لأن نتائجها ستكون خطيرة وصعبة على الأسرى،وقال :" في هذه الحالة يقرر الأسرى عدم الالتزام بقوانين السجن وعدم لباس اللباس المخصص من قبل الإدارة عدم الوقوف على العدد وعدم الخروج إلى المحاكم". واعتبر الأشقر أن هذه الخطوات التصعيدية هي إعلان حرب مفتوحة ستكون ما بين الإدارة وما بين الأسرى قد ينتج عنها اشتباكات قد ينتج عنها جرحى و شهداء ،وقال:" هذا ينذر بوقوع كارثة حقيقية وانفجار داخل السجون". [title] الوضع الميداني[/title] أما عن الوضع الميداني فقد تدهورت الحالة الصحية لبعض الأسرى مثل أحمد سعدات وجمال أبو الهيجا حيث أكد المحامي الذي زارهم أن أوضاعهم الصحية سيئة جداً فهم لا يستطيعون الوقوف نتيجة إضرابهم عن الطعام لـ 14 يوم بشكل مستمر، ونتيجة تعرضهم لبعض الأمراض مع الإهمال الطبي تفاقمت حالتهم الصحية. بالإضافة لاستمرار العقوبات واستمرار عمليات الاقتحام للسجون واستمرار عمليات مصادرة أغراض الأسرى من أدوات كهربائية وملابس وأغراض الأسرى الشخصية كسياسة للضغط على الأسرى لإيقاف الإضراب. وكشف الأشقر أن حوالي(400) أسير مضربون عن الطعام بشكل مفتوح، أما الأسرى الذين كانوا يضربون إضراباً جزئياً حوالي أربعة آلاف أسير كانوا يضربوا بشكل جزئي ثلاث أيام في الأسبوع هي السبت والأربعاء والخميس . [title] تقصير شعبي وحكومي[/title] وأسف الأشقر لما يراه من تقصير في االشارع الفلسطيني على الرغم من وجود حراك جماهيري إلا أنه - وحسب الأشقر - لا يرقى إلى حجم المأساة والمعاناة التي يعانيها الأسرى داخل السجون وقال :" هذا الحراك هو حراك موسمي بمعنى أنه يتزامن مع الحراك داخل السجن فإذا ما انتهى الإضراب داخل السجون ينتهي هذا الحراك خارجه". أما على الصعيد الرسمي والحكومي فقد أشار الأشقر إلى وجود تقصير على الرغم من قيام وزارة الأسرى ببذل كافة الجهود من أجل مساندة إضراب الأسرى وتحريك الجميع للتضامن ومساندة الأسرى ومحاولة تحريك الشارع العربي أو المؤسسات العربية الحقوقية والإنسانية. وأوضح الأشقر أن هناك محاولة لتحريك المؤسسات القانونية عبر رفع قضايا ودعاوى على الاحتلال لتحسين شروط حياة الأسرى ووقف الهجمة الشرسة في حقهم وقال:" الحكومة يجب أن تتواصل مع كل الدول الصديقة والدول المعنية بقضية الشعب الفلسطيني الدول التي تساند الشعب الفلسطيني في سبيل الضغط عليها لمساندة الأسرى ولتفعيل قضية الأسرى وللضغط على الاحتلال في المؤسسات الأممية لوقف الانتهاكات بحق الأسرى وتلبية مطالب الأسرى الإنسانية العادلة". ودعا الفصائل العسكرية الفلسطينية إلى عدم إغفال الخيار العسكري ،مطالباً إياها اعتبار أن أي مساس بالأسرى داخل السجون هو مساس بكل أبناء الشعب الفلسطيني . جدير بالذكر أن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يبلغ حوالي 6 آلاف أسير، منهم (285) طفلاً و(38) امرأة و(800) أسير مريض و(22) نائباً من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني و (143)أسيرا أمضوا في المعتقل 20 عاماً أو أكثر.