مرت عشرات الثورات أمام عيون الفلسطيني وعشرات النكسات وقضايا التحرر ولا يزال يراجعهن ببطيء يستفيد منهن العبرة والموعظة الحسنة ويجادل أصحابهن بالتي هي أحسن، مغلوب على أمره، محاصر في قبره، موزع بين دول العالم هو وسفاراته وسفرائه " المنشكحين " بلا دولة ولو كمفحص قطاه... سألني صديق يمني فقال لو أنكم موحدون لما ظللتم تعانون، فقلت له لو أنكم موحدون لما ظللنا معانين، منذ سايس وبيكو حصل لنا ما حصل ليكو، والفارق بيننا وبينكم الاحتلال، فقد خلق لنا معابر ومنافذ مغلقة، سدَّت علينا بيده وأيدي اتفاقياته مع بعضكم وهل كلامي خطأ؟! في بلادي لا دولة، لا مطارات، لا كهرباء، لا جسور، لا تنمية، لا تحرر، وفي بلادكم كل شيء... مجموعة أموال ومشاريع تجعل مستحقيها يتَّقون الموت، وبعض التهديدات التي تمر بين الفينة والأخرى عن اجتياح قريب أو اغلاق طويل، وفي كل شر... عاد اليمني فقال: ولكنكم تملكون الكرامة والعزة في صمودكم على هذه الأرض الطاهرة؟! فقلت له: صمودنا وصمودكم واحد والخاطر واحد، فأعاد سؤالا باستنكار: أتينا غزة فوجدنا فيها كل أنواع الطعام والشراب والدجاج والكباب والمآذن والقباب ومن الملابس عجب عجاب... فقلت له: في أي مطار هبطْت يا حبوب؟ فقال: في مطار مصر و٦ ساعات في الطريق إلى المعبر؟! قلت له: أعطيك من الطعام نصفه ومن الشراب، وملابسنا ٣ أرباعها لك والتي تحسدنا عليها، وفواكه أرضنا التي تأتي من الاحتلال، وأعطني مطارا أسافر عليه دون عناء وابتلاء، وحرية من الاحتلال؟! عاد وقال: ولكنكم تذهبون للأقصى كل يوم؟! ضحكت وقلت: عزيزي أنت تعرف عن فلسطين ما أعرفه أنا عن الشعر الصيني!!. [title]طيب وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]