هدّد الأسرى الفلسطينيون بموجة غضب غير مسبوقة لم تشهدها المعتقلات الإسرائيلية من قبل، وذلك في حال تعرّض الأسير عبد الله البرغوثي (41 عاما) لأي مكروه عقب تدهور وضعه الصحي إلى حد الخطورة القصوى نتيجة إضرابه المتواصل عن الطعام منذ 77 يوماً على التوالي. وقالت محامية مؤسسة "مانديلا" بثينة دقماق في تصريحات متلفزة لـ"فضائية القدس" اليوم الأحد إنها "زارت البرغوثي في مستشفى العفولة، حيث كان في حالة يرثى لها، لكن ذلك لم يشفع له، حيث تقوم إدارة المستشفى بتكبيل يديه وقدميه، وأجرت له 4 صور للوريد والكبد، وأبلغوه أن النتائج أثبت أن الكبد في حالة ضمور نتيجة عدم قدرته على تصريف السموم الناجمة عن حرق العضلات والدهون بسبب التوقف عن تناول الطعام". وأعربت دقماق عن قلقها الشديد على حياة البرغوثي الذي دخل مرحلة الخطر الحقيقي، قائلة "لا بد من تحرك عاجل جدا، وأنا أطالب الديوان الملكي الأدرني بضرورة التحرك العاجل لانقاذ حياته.. لا بد من حملة تضامن مع الأسرى المضربين والتحرك لإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان". وأشارت إلى أن "الحالة الخطيرة التي وصل إليها الأسير البرغوثي تستدعي تحركا عمليا عاجلا، وأن جسده غير قادر على تلقي الحقن وهناك تخوف حقيقي على كبده". في الوقت نفسه، أكد فيه الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في غزة إيهاب الغصين أن رئيس الوزراء اسماعيل هنية طالب خلال اتصاله الليلة الماضية مع قيادة جهاز المخابرات المصرية بضرورة التحرك العاجل والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لحماية الأسير البرغوثي ووقف معاناته. وبحسب الغصين فقد تلقت الحكومة بغزة وعداً من المخابرات المصرية بمتابعة ملف وتأمين الإفراج عنه. من جهته، قال مركز "أسرى فلسطين" للدراسات في بيان صحفي اليوم الأحد، إن "البرغوثي مهدّد بالموت في أي لحظة نتيجة خطورة حالته الصحية بشكل كبير؛ حيث يعاني الأسير منذ أسبوع من مشكلة خطيرة وهي ضمور الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ، ما أدى إلى نقص حاد في مستوى الرؤية ودخوله في حالات غيبوبة طويلة تصل إلى 17 ساعة في اليوم، فضلاً عن فقدانه 20 كيلوغراماً من وزنه ومعاناته من آلام حادة في كل أنحاء جسده، حيث أصبح جسده غير قادر على تصريف الأدوية، وهناك خشية من تلف الكبد لديه مما يدخله في مرحلة الخطر المتقدم". وأضاف المركز في بيانه نقلاً عن الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية، تأكيدهم بأنهم لن يقفوا صامتين على جريمة قتل أحد قادتهم، وأنهم سيدافعون عن حياته وحياة بقية الأسرى بكل ما يملكون من قوة وإمكانيات، مناشدين جميع الهيئات الشعبية والرسمية الوقوف عند مسؤولياته والتدخل العاجل لإنقاذ الأسير البرغوثي من الموت المحقق، حسب تعبيرهم. واعتبر الأسرى أن تجاهل وضع الأسير الأردني "وتركه فريسة سهلة للموت هي عملية انتقامية من شخص البرغوثي الذي أذاق الاحتلال مرارة الهزيمة وكان مسئولا عن قتل العشرات من الجنود والمستوطنين"، على حد وصفهم. وحمّل مركز "أسرى فلسطين" سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة البرغوثي الذي يخو إضراباً برفقة أربعة أسرى أردنيين منذ الثاني من أيار (مايو) الماضي، وعن التداعيات التي قد تنتج عن استشهاده نتيجة الاستهتار بحياته.