18.88°القدس
18.57°رام الله
17.75°الخليل
24.32°غزة
18.88° القدس
رام الله18.57°
الخليل17.75°
غزة24.32°
الأحد 29 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

خبر: لماذا اشترت جوجل شركة ناشئة بأكثر من مليار دولار؟

لماذا دفعت شركة جوجل أكثر من مليار دولار مقابل الاستحواذ على شركة انترنت ناشئة، توفر تطبيقات مجانية تعرض خرائط الطرق والدول، تدر عوائد أقل من 70 مليون دولار سنويا؟ هل أزيد من فضولك؟ هذه الشركة اسرائيلية، اسمها ويز أو Waze وتأسست في عام 2008 ويعمل فيها مئة موظف، حصل كل منهم على 1.2 مليون دولار (نقدا + أسهم في جوجل) جراء هذا الاستحواذ، في صفقة هي الأفضل في تاريخ صفقات الاستحواذ على شركات تقنية اسرائيلية! للإجابة على هذا السؤال، عهدت إلى كاتب شاب ايرلندي يعمل معي في مدونتي الانجليزية، وطلبت منه عمل بحث سريع في الأمر والمجيء بأهم خمسة أسباب تفسر دفع شركة جوجل – المشهورة بصفقات الاستحواذ الناجحة – لأكثر من مليار دولار لشركة لم يسمع عنها أحد. بعد نشر المقالة (الرابط)، وردت عدة تعليقات من القراء أضافت المزيد من المعلومات المفيدة والتي ضممتها للمقالة. ببساطة شديدة، ويز تطبيق يعمل على الهواتف الذكية، هدفه تنبيه المستخدم في حال حدوث ازدحام مروري على الطريق الذي يقود سيارته فيه. كيف يعمل التطبيق؟ ببساطة يعتمد على عموم المستخدمين العاديين لإدخال مثل هذه المعلومات. (لا تخبر أحدا، ينبهك ويز كذلك إلى أماكن كاميرات رادار السرعة!) لغة التطبيق هي الانجليزية بالطبع، وأما أكبر سوق ينتشر فيها مستخدمو هذا التطبيق فهو أمريكا. هنا أريد التأكيد على أن الأسباب التالية هي مجرد اجتهادات فردية، قد تصيب وقد تخيب، لكنها تلقي المزيد من الضوء على هذه الصفقة. الآن إلى السبب الأول. 1 – الحفاظ على صدارة تطبيق خرائط جوجل للسباق قد يراه البعض سببا سخيفا لكنه يبقى وجيها، فكم من شركات استهزأت بمنافسين مغمورين ثم كانت عاقبتها شؤم وخراب. غالبية الهواتف الذكية تملك قدرات تقنية للتعرف على الموقع العالمي (جي بي اس) ولذا من الطبيعي أن أي تطبيقات تستغل هذه القدرات بذكاء سيكتب لها النجاح. على الجهة الأخرى، تسربت أنباء عن استعداد شركة ابل لدفع نصف مليار دولار للاستحواذ على هذه الشركة، ومن بعدها خرجت أنباء عن تعثر صفقة استحواذ فيسبوك على الشركة ذاتها مقابل مليار دولار بسبب رفض العاملين فيها لترك إسرائيل والانتقال لموقع من مواقع التطوير التابعة لفيسبوك في أوروبا وأمريكا. بعض الشركات، وبغرض الحفاظ على بقائها، تشتري منافسين محتملين لها وتقضي عليهم في هدوء فقط لمنع بقية منافسيها من الحصول عليهم. 2 – حصة المستخدمين عالميا في وقت الاستحواذ، كان لدى تطبيق ويز أكثر من 45 مليون مستخدم، 30 مليون منهم نشطون يستخدمون التطبيق بشكل متكرر. أو بكلمات أخرى، تسبب تطبيق ويز في حرمان تطبيق خرائط جوجل من ملايين من المستخدمين المحتملين، الأمر الذي جعل مؤسس ويز يتفاخر بأن تطبيقه هو المنافس الأول عالميا لخرائط جوجل، وهو كان محقا. كذلك أعلن المؤسس أن عدد مستخدمي تطبيقه ارتفع من 30 مليون إلى 45 مليون مستخدم خلال عام واحد فقط، ما يعني أنه مرشح لبلوغ 60 مليون مع مطلع العام المقبل، وكل هذا يقلل من نصيب جوجل. 3 – جعل الخرائط اجتماعية أكثر شركة ويز توفر الخرائط بدون مقابل، ليقوم المستخدمون بوضع المعلومات على هذه الخرائط، في تفاعل اجتماعي جميل وممتع. هل صادفت كمين شرطة على الطريق؟ أخبر جميع مستخدمي التطبيق بذلك، أو لعل الطريق مسدود بسبب حادث، شارك العالم بهذه المعلومة. هل تبحث عن مطعم جيد؟ فندق نظيف رخيص؟ هل تريد معرفة مَن مِن أصدقائك في محيطك؟ هذا التطبيق سيخبرك. هذه الخواص الاجتماعية هي أهم ما ينقص خرائط جوجل حاليا، ولهذا وعوضا عن إعادة اختراع العجلة، قامت جوجل بالاستحواذ عليها. 4 – ويز يعرف كيف يكسب المال نموذج الربح في خرائط جوجل قائم بالأساس على الاعلانات أو بمحاسبة مستخدمي خرائطها بكثرة. تطبيق ويز يسمح للمعلنين بوضع أيقونات على خرائط ويز والتي تظهر على شاشة المستخدم القريب منها. كذلك يسمح ويز للقنوات الفضائية بالحصول على معلومات عن الطرق وآخر التحذيرات مباشرة من التطبيق وفي أي وقت. 5 – السيارات الذكية قطعت جوجل شوطا طويلا في أبحاث السيارات الذكية التي تعتمد على الكمبيوتر في قيادتها بدون تدخل البشر، لكن ماذا عن تفاعل البشر معا وتبادلهم معلومات اجتماعية عن الطرق والمواصلات، حتما أي تطبيق للتحكم في سيارة ذكية سيريد الحصول على مثل هذه المعلومات. تخيل جلوسك في سيارتك الذكية لتخبرك عن حال الطريق أمامك وبماذا ينصحك بقية السائقين، وما أفضل وأقصر طريق للوصول إلى الجهة التي تريدها، بناء على نصائح أقرانك من البشر، مع المزيد من المعلومات والبيانات الاجتماعية! مرة أخرى، هذه مجرد اجتهادات، لأن شركة جوجل لن تخبر العالم عن نواياها للحفاظ على بقائها في صدارة سباق المنافسة، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه للاجتهاد. السؤال الآن، ماذا نتعلم من خبر كهذا؟ هل نقول أن المستقبل للتطبيقات التي تعتمد على مكان وموقع كل مستخدم؟ هل نقول أن المعلومات والبيانات التي يدخلها المستخدمون أنفسهم هي الأهم؟ هل نقول أن الوصول إلى الملايين من المستخدمين شرط أساس للحصول على صفقة استحواذ مماثلة؟ هل نكرر أن اللغة الانجليزية لتطبيقك شرط أساس للنجاح، وأقصد بها انجليزية كتبها أهل هذه اللغة لا الانجليزية الهندية التي لا يستخدمها الانجليز أو الأمريكان وينفرون منها لغلظتها؟ هل فاتني سببا تريد أن تشاركنا به؟