مشكلتنا أننا لا نشعر بالمشكلة أو بالخازوق إلا حين خروج طعم ورائحة ولون له، ويقع فوق رؤوسنا كجدار سميك، فنقول: "لم يكن في الحسبان" –على أساس أن الأعداء يبلغوننا أولاً بأول ما في حسبانهم لكي نتجنبه- وحين وقوع الكارثة تطال الشعب قبل المستوى الرسمي، ولا تقتصر على المتحكمين والمتنفذين في القرار. أذكر قبل ساعات من الحرب الأخيرة على غزة خرج أحد المحللين السياسيين فسأله مذيع أحد قنواتنا المحلية التعيسة: هل تتوقعون حرباً على غزة؟! فنفى نفياً قاطعاً إمكانية حصول هجوم على غزة، وأن هذا من سابع وثامن وتاسع المستحيلات.... وبعد عدة ساعات من حديثه الصباحي المتفائل كانت الطائرات تقصف عشرات المواقع أدى إلى استشهاد ما يقارب 500 فلسطيني... ما أحوجنا لمراكز دراسات وأبحاث قوية، تستشرق المستقبل، وتتوقع المشاكل، وتدرس الخيارات، وتقدم البدائل... مراكز أبحاث يعمل فيها مختصون وخبراء... وليس شخص أو اثنين أحدهما دبلوم سكرتاريا من أحد الكليات، بل خبراء كل منهم يختص في اتجاه معين ويكتب فيه، ويضع تقدير موقف له... الملف المصري... الملف الاسرائيلي... الملف التونسي... الملف النووي... ملف القضايا الداخلية...، ولا يكون "كوكتيل". أما نحن "عايشيين عالبَرَكَاتْ" بِنْخَلِّصْ من مشكلة الكهرباء، "بِتْنَبِّزْ" مشكلة البنزين، بِنْخَلِّصْ البنزين "بِيْنَبِّز" معبر رفح، بِيخَلِّص المعبر "بِتْنَبِّزْ" نقص الأدوية في المستشفيات، بنْخَلِّص الأدوية "بِتْنَبِّزْ" مَرَتَكْ في البيت.... "خَلِّيهَا عالبَرَكَة أحسن". [title]طيب وأنا مالي يا "أبو يزن" دع الخلق للخالق[/title]