جلس أبو يزن متربعاً أرجله متداخلة في بعضها البعض، ويضرب كفاً على أخرى في صالون بيته المتفجر من شدة الحر فالتيار الكهربائي مقطوع، وبدأ يتحوقل وهو يتابع التلفاز ويستمع للأخبار . لاحول ولا قوة إلا بالله .... وصِرْنَا جهة مُعَادِية، وأصبح أي تعامل معنا تخابر... فين أيام ما كان الجيش المصري بينا في غزة، أيام الفالوجة وأيام ال67 وقبلها.... تعالي شوفي يا أم يزن ... بالله تعالي، صارت قضية فلسطين قضية جنائية يحاسب عليها القانون، بدل ما تصير قضية مركزية عربية اسلامية... أم يزن التي تلف على رأسها منديلها، وتلبس شِوالَها البيتي، وفي يدها سكين وفي الأخرى رأس بصل مقطوع نصفه، يلفح وجهها الخماسيني عشرات الأعوام من المعاناة في المخيم، أشارت بقوة بالسكين ودفعتها إلى التلفاز وأبو يزن ينظر مستغرباً ... ثم قالت: شو تخابر ما تخابر ؟! على هيك كل الوفود إلِّي جاءت لغزة متخابرة –على وجهة نظر القضاء المصري- وفود جزائرية ومغربية ويمنية وكويتية ومصرية وتركية وماليزية وهندية وايطالية كلها متخابرة... مهاتير محمد متخابر.. حتى كارتر متخابر، ولورن بورث، وبان كيمون، ونبيل العربي الذي زار غزة وجلس بجوار رئيس الوزراء اسماعيل هنية هو ارهابي أيضا.... لماذا علينا أن نغير الأمور لمرحلة أسوأ من التي سبقت؟! ولماذا علينا اعتبار التخابر مع المقاومة الفلسطينية، ومع غزة تهمة تستجوب المحاكمة، وهي التهمة التي لا وجود لها في العالم إلا في الكيان الصهيوني... خربانة القصَّة!!! هم يحاولون يا أم يزن اغضاب جميع العرب والأحرار، وإرضاء اسرائيل ما شفتي ايش بيقول زئيف إلكين نائب وزير الخارجية الإسرائيلي مازحا وشامتاً: بإبمكاننا إرسال عناصر حماس لمحاكمتهم في مصر بعد اتهام مرسي بالتخابر معها.. فعلا القصة خربانة.. والله يستر!! طيب وأنا مالي دع الخلق للخالق
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.