كشفت مصادر في اللجنة المركزية لحركة فتح عن خشية أعضاء اللجنة من قيام القواعد التنظيمية وكوادر الأقاليم في المحافظات الجنوبية –قطاع غزة- بمحاسبة أعضاء المركزية، بعد رفض طلب هذه الأقاليم بعقد مؤتمرات تنظيمية ضمن حالة الاستنهاض الحركي. وذكرت المصادر القيادية التي فضلت عدم الكشف عنها، لوكالة "صفا" أن أمناء السر في القطاع طلبوا من لجنة المتابعة واللجنة المركزية عقد مؤتمرات حركية وهو ما رفضته اللجنة بحجة وجوب حل الاشكالات قبل عقد المؤتمرات وليس العكس. وعللت المصادر رفض اللجنة عقد المؤتمرات بالخوف من أي محاسبة لأعضاء اللجنة المركزية، خاصة أن القواعد التنظيمية في القطاع ناقمة بشدة على قيادة التنظيم في رام الله، وممثليها في القطاع، وتشعر أن القيادة خذلتها وتخلت عنها، وحتى أنها لا تحتاج لتنظيم في القطاع. وأشارت إلى أن المركزية ولجنة المتابعة مطمئنون لحالة الترهل التنظيمي والإحباط في أوساط أعضاء الشُعب والأقاليم والمكاتب الحركية المختلفة، والمناكفات المستمرة بين أعضاء لجان الأقاليم، إضافة إلى المشاكل التي يصنعها تيار محمد دحلان، حيث يؤدي كل هذا لتأخير أي عمل جدي لاستنهاض التنظيم ومحاسبة المسؤولين في اللجنة المركزية. كما اتهمت المصادر معظم العاملين في عملية استنهاض التنظيم في القطاع من أعضاء مركزية ومجلس ثوري وقيادات مختلفة بمحاولة استمرار الوضع القائم وتعيين مقربين منهم أو التأثير لاختيارهم، لضمان ولاء التنظيم لهم، وهو ما أدى لبطء عملية الاستنهاض. وتعاني حركة "فتح" في غزة من انقسام فيما بينها خاصة بعد طرد القيادي محمد دحلان من عضوية اللجنة المركزية للحركة بسبب خلافاته مع الرئيس محمود عباس. وكان عباس رئيس حركة "فتح" أصدر مارس الماضي قرارًا بتشكيل هيئة قيادية جديدة للحركة استقال عضوان منها بعد أقل من أسبوع. وجاء تشكيل هذه الهيئة بعد استقالة مفوض الحركة بغزة نبيل شعث، بعد مهرجان انطلاقة فتح الذي سمحت حماس بإقامته في أرض السرايا وسط غزة، تخلله إشكاليات ومهاجمة بعض القيادات، وأدت إلى عدم استكمال الاحتفال.