بعد سبعة أعوام من المعاناة نتيجة إطلاق النار عليه من مجموعات الفلتان الأمني يوم 27/12/2006م، ارتقى شهيداً إلى الله عز وجل في ساعة متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء الأستاذ عصام ذيب رجا العربي "أبو عبادة" عن عمرٍ ناهز 45 عاماً، يشكو إلى الله ظلم الظالمين، وغدر الغادرين وتآمر المتآمرين. وكان ثلاثة من مجموعات الفلتان الأمني عرفوا أنفسهم بأنهم من جيش الاحتلال، قد اقتحمت منزل الشهيد في بلدة برقين غربي جنين يوم 27/12/2006، وأمام زوجته وأولاده وعلى باب المطبخ قاموا بإطلاق النار عليه في منطقة الحوض والأرجل، برصاص من نوع دمدم، غير أبهين لاستغاثات وصراخ وبكاء الزوجة والأولاد، ونقل على المستشفى في حالة فقدان للوعي، ونتيجة خطورة وضعه الصحي تمَّ تحويله إلى مستشفى "رامبام" في مدينة حيفا داخل الخط الأخضر. هناك قرر الأطباء بتر رجله، وتمَّ استئصال جزء من الأمعاء والمثاني، كما أصاب رجله الأخرى تهتك بالعظم أقعده عن الحركة، ونتيجة المضاعفات، نُقل للعلاج في الأردن وفي مصر وعلى حساب أخواله الخاص، حيث رفضت السلطة لاحقاً من إعطائه التحويلات اللازمة للعلاج في الخارج. على مدار السنوات الماضية، عاش الشهيد حياة صعبة، مليئة بالآلام والأحزان وأمام التراجع والتدهور في حالته الصحية، حيث تأثرت الكلى نتيجة الشظايا، ما اضطره للبدء بالخضوع لعملية غسيل أسبوعي للكلى. وللقيام بخدمته، اضطرت زوجته أن تُقدم استقالتها من مدرسة الوكالة، بعد خمسة عشر عاماً من الخدمة في مجال التدريس والتعليم، بعد أن رفضت الإدارة التعليمية في الوكالة منحها إجازات للقيام بأمور زوجها ورعايته، رغم أنها كانت المعيل الوحيد لزوجها وأولاده السبعة. كما أصيب أحد الأبناء بصدمة نفسية نتيجة المناظر المرعبة التي شاهدها وهو يرى والده يسبح في دمائه، فلازمته التأتأة حتى الآن. وبعد عناء طويل وقبل حوالي سنتين، تمَّ اعتماد الشهيد كجريح انتفاضة.