بعد نحو عام من ولادة الطفل "مهند" نجل الأسير عمار الزبن، ها هو "مجد" يخرج إلى الدنيا ليكون السفير الثاني للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. فاليوم الأخير من شهر تموز 2013 لم يكن عادياً، فقسم الولادة في مستشفى العربي التخصصي بنابلس يعيش ظرفاً استثنائياً، فقد أنجبت السيدة ليديا الريماوي -زوجة الأسير عبد الكريم الريماوي من قرية بيت ريما غرب رام الله- طفلها "مجد"، بعد تهريب نطفة منوية من والده الذي يقضي حكماً بالسجن لمدة 25 عاماً. تقول "أم مجد" وهي تحتضن طفلها الذي بدى بصحة جيدة: "لا أقول إلا الحمد لله على نعمه الكثيرة. فرحة انتظرتها أكثر من 12 عاماً, ولن تكتمل إلا بأن يجمع الله شملنا لنعيش كعائلة سعيدة". وتضيف في اتصال هاتفي مع "[color=red][b]فلسطين الآن[/b][/color]": "لا شك كان قراراً صعباً للغاية، وخاصة في ظل المجتمع الذي نعيشه.. لكن نجاح تجربة زوجة الأسير عمار الزبن وولادة مهند، شجعني كثيراً.. مضيت في طريقي متوكلةً على الله، وبدعم غير مسبوق من زوجي وعائلتي وعائلته وكل المحيطين بنا". [title]شعور لايوصف[/title] عبق الفرحة يعبئ المكان، والجميع يلتف حول مجد وأمه، لكن شعور "رند" هذه الفتاة اليافعة مختلف قليلاً، كيف لا وهي شقيقته الوحيدة التي سرق الاحتلال والدها منها ولم تكن قد بلغت عامها الأول.. تريد أن "تشد ظهرها" بأخيها. تقول "سعادتي لا توصف.. مش عارفة شو أحكي، صار عندي أخ، رح أديري بالي عليه ونربيه منيح، هاي وصية بابا إلنا". [title]تهنئة من حماس[/title] وقدمت النائب عن محافظة نابلس منى منصور التهنئة لعائلة الريماوي، معربةً عن سعادتها بميلاد مجد الذي يعد المولود الثاني لأسير داخل سجون الاحتلال, بعد مهند طفل الأسير عمار الزبن, واصفةً هؤلاء الأطفال بـ"جيل التحدي والاصرار الذي جاء رغم سجون المحتل وقضبانه التي غيبت آباءهم لسنوات". وشددت منصور على ضرورة أن تُولى قضية الأسرى في سجون الاحتلال الاهتمام الأكبر شعبياً ورسمياً, معتبرةً أن لجوء الأسرى لهذه الطريقة لانجاب الأطفال يجب أن يكون كفيلاً بإيقاظ العالم ليدرك مدى قسوة سجون المحتل التي يتحداها الأسرى بإصرار وتحد عظيم لم يسبق له مثيلاً. [title]شروط دقيقة[/title] وتتم عملية التهريب وما يليها من فحص وحفظ للعينة ضمن شروط بالغة الدقة تراعي النواحي الشرعية والاجتماعية، أهمها وجود شهود بأن الحيوانات المنوية تعود للأب الأسير وستستقر في رحم زوجته. ويقدم مركز "رزان" لمعالجة العقم برئاسة الدكتور سالم أبو خيزران هذه الخدمة مجاناً للأسير وزوجته، كشكل من أشكال التضامن معهم، مؤكداً أن "الأسرى لهم أولوية إنسانية واجتماعية ووطنية وطاقم الأطباء يعمل مع أسرهم بشغف كبير، حيث أن قضيتهم هي قضية كل أسرة وبيت فلسطيني".