23.27°القدس
22.94°رام الله
21.64°الخليل
26.75°غزة
23.27° القدس
رام الله22.94°
الخليل21.64°
غزة26.75°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

من أغرب حالات الإعاقة

خبر: سلام.. طولها لا يتجاوز (70 سم) وأمنيتها جهاز نقّال

بين أكوام من الحجارة التفت لتشكل جداراً يواري سوء الظروف والأقدار.. تعيش "سلام نصار" -43 عاماً- من قرية "بيت قاد" شرقي مدينة جنين كواحدة من أغرب حالات الإعاقة في الضفة الغربية. فعلى اعتبار أنها غير مبصرة يعني أنها فقدت أحد أهم وسائل التواصل مع بيئتها الخارجية ومحيطها، لكن إعاقة سلام لم تقتصر على البصر فحسب، فهي لا تسمع ولا تقوى على الحركة أيضا، فطولها لا يتجاوز( 70 سم). فأيّ ابتلاء هذا الذي جعلها كما الجسم الساكن تتلفظ بعبارات أسعفتها على استخدامها سماعة أذن قضت العمر معها وآنستها وحدتها في ظل غياب الوالدين، وفي ظروف قاسية عاشتها مؤمنة بقضاء الله وقدره!!. تقول سلام -التي فاجأتنا بشخصية فذة، أبت نبرة التحدي والإرادة أن تفارقها أثناء حديثها معنا: "لازمتني إعاقتي منذ ولادتي سوى البصرية منها التي فقدتها وعمري( 11 عاماً) لأسباب صحية تتعلق بطبيعة تركيبتي الجسدية المتأزمة، لأكمل مشوار حياتي المشحون بالصمت والجمود أصلا بالظلام ذاك الذي حرمني نعمة التمتع بالبقية الباقية من ضآلة الحظ الذي ولد معي". وتصف عن حياتها اليومية، فتقول :"لم أفقد يوماً الأمل برحمة الله الكبيرة الواسعة. فأنا أعيش كل يوم بيومه.. اعتدت على نمط معين من الحياة يعتمد بالأساس على تقليص أنشطتي الحركية واعتمادي أكثر على الأنشطة البيتية، فأكثر ما يسليني ويقتل وقت فراغي سماعي للإذاعات المحلية". وفي خضم تفاصيل حياتها اليومية تتكتم "سلام" على وجعها وحرمانها اللذان أبيا أن يفارقاها، ولكنها ما كلّت يوما ولا ملّت من طلب الحياة بطيباتها رغم ما هي فيه. فهي تحلم بأن يأتي اليوم الذي تجد فيه من يخرجها من ظلمة الحياة التي تعيشها إلى متنزه الطبيعة الغناء التي لا زلت تذكر بعض معالمها التي سكنت ذاكرتها منذ عقدها الأول المبصر. وعن الصعوبات التي تعانيها "سلام" تحدثت إحدى قريباتها، مشيرةً إلى أن أكثر ما يشكل صعوبة بالنسبة لها هو طبيعة تكوين منزلها الذي تقطنه ببنيانه القديم وغير المؤهل ليناسب إعاقتها. فالشباك المرتفع يجعل من الصعب على سلام التحكم فيه ويحرمها من فتحه وإغلاقه بما يناسبها، وكذلك الحال بالنسبة لباقي أدواتها التي تفوق في كثير من الأحيان حجمها بمرات ما يجعلها بحاجة دائمة للمساعدة والاعتماد على الآخرين، الأمر الذي يزعجها ويسبب لها الضيق في كثير من الأحيان، لأنه يجعلها تشعر بالنقص وبالاتكالية وهذا ما لا ترغبه البتة". [title]أمنيتها.. جهاز نقال[/title] بدورها أكّدت عاملة في برنامج التأهيل المجتمعي ابتهاج عيسى المتابعة لحالة "سلام نصار" على حاجتها الملحة لتأهيل بيتها وموائمته بما يتناسب وحجم قامتها ووضعها الصحي، مشيرة في ذات السياق إلى تردي حالتها الصحية مع مرور الوقت وحاجتها الماسة للمتابعة الدائمة. ولا تنسى سلام المساعدة المهمة التي قدمتها لها بلدية مرج بن عامر من إعفاءها من دفع رسوم الكهرباء وإيصالها لها بشكل مجاني وذلك سعيا من البلدية إلى مساعدتها ومساندتها والسعي الحثيث لتقديم المساعدة الدائمة للأشخاص ذوي الإعاقة. وقبل أن نودعها تكمل مسيرة حياتها القاسية، تختتم سلام حديثها معنا من على نافذة منزلها التي لا تقوى على الوصول إليها إلا بعد حملها ورفعها بأمنية بسيطة تسهل على الكثيرين لا بل أضحت من أولى أولويات الحياة وهي جهاز نقال ناطق يتيح لها الاتصال بمن ترغب وقت حاجتها لأي مساعدة، نظرا لمبيتها وحيدة في غرفتها، حيث يصعب عليها الوصول إلى أيّ شخص إذا احتاجت إليه لمساعدتها وإعانتها على قضاء حاجاتها اليومية.