على الدوام كنت أكره ذاك الأرز المتشبت في قاع الطنجرة، والمتعرض لأكبر كمية من النار والحرارة، يحرق نفسه لكي ينضج ما فوقه، فتصيبه اللعنة في نهاية المطاف، ليبقى أسير الطنجرة، وما فوقه يخرج إلى الصحون الفاخرة على الموائد الهادئة.... كثير منا هم أرز محروق على الدوام، في الثورات والمواجهات وله في النهاية "سواد الوجه" بعدما ينضج الآخرون على مرارة تضحياته، فيبقى أسير الفقر والمساعدات يطالب بثورة اجتماعية أخرى لتقضي على ما تبقى من بياض وجهه فيزداد سوءً وألما وفقرا وبطالة. ولكن لماذا يصر البعض أن يبقى أرزا محروقاً ؟! هل يتلذذ بحرارة النار وجحيم الثورات؟! أم أنه مرغم على ذلك؟!... وقتها كنا ننادي بقوة نحن للحراك والثورات ولدنا، فانتهت الثورة لنلعق قفى ثورة أخرى هي أشد وأعنف، لأننا صعدنا قليلا من مستوى البشر إلى مستوى الملائكية والمثالية التي لا توجد في عالم كهذا... أعلم أننا الأفضل!! وأننا المناسبون في المكان الخاطئ، وما علينا فعله اليوم أن نفتت جبال الثقة التي منحناها للآخرين ونتعامل معهم بلغة المصلحة التي يريدون لأننا إن لم نفعل ذلك سننتهي إلى الأبد، وسيلطخون تاريخنا بعد موتنا ويقولون في كتبهم أننا كنا مجموعة من الجهلة والإرهابيين والطيبين فقط.... ليس المقصود من كلامي عزيزي أن نحول بلادنا لبراكين تتأجج، وحروب تتفجج، وأرواح تزهق، ونيران تشتعل، بقدر ما علينا أن نلعب بنفس الطريقة التي يلعب بها الآخرون... ما ينقصنا كثير من الشطارة، وقليل من الحقارة... [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.