25.6°القدس
25.48°رام الله
24.97°الخليل
26.56°غزة
25.6° القدس
رام الله25.48°
الخليل24.97°
غزة26.56°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: الغباء والاستغباء في التعامل مع معارضي الانقلاب

اللعبة الآن تدور بتكتيكات جديدة، تقوم على محاولة تخفيض سقف مطالب المتظاهرين والمعتصمين بالميادين من إسقاط الانقلاب إلى الإفراج عن محمد مرسي، وفق صفقة كما ذهب البرادعي في حواره مع الواشنطن بوست، أو توفير خروج آمن من الميادين لمن يرغب في العودة إلى بيته. وقبل أن تسأل على أي أساس يعرضون صفقة على رئيس يتهمونه بالتجسس والعمالة، دقق جيداً في حالة الصمود البادية على معسكر رافضي الانقلاب، وحالة التخبط التي تهيمن على أداء الانقلابيين. لقد تحدث إعلام الانقلاب بكل ثقة عن أن عاصفة الهجوم على ميادين الاعتصام قد بدأت، أو أنها قاب قوسين أو أدنى، ورأينا سباقاً فى ادعاء المعرفة بين من يذهب إلى أن فض الاعتصامات سيكون بقنابل الغاز المحمولة جواً، وبين من يؤكد أنها ستكون حرباً مائية تستخدم فيها مياه الصرف الصحي لإغراق المكان. وعلى مدى أيام حبست مصر أنفاسها وكأنها تشاهد فيلم أكشن أمريكياً مترقبة انقضاض القوات الباسلة على جحافل الغزاة الذين يحتلون رابعة والنهضة، غير أن هذا النبل الذي تدفق من المدن والقرى وهذه الإنسانية المصرية الأصيلة التي غمرت أماكن الاعتصام بالدعم والتعاطف، فضلاً عن هذا الفيض من الضمائر الحية النظيفة الذي انهمر على المعتصمين من خلال زيارة وفد الاتحاد الأفريقي والمراسلين الأجانب إلى اعتصام رابعة العدوية، كل ذلك أسهم في كبح الجنون المندفع في اتجاه محو الاعتصامات من الوجود. لقد كشفت أحداث الأيام الماضية أن القيم الأخلاقية أقوى من القنابل أحياناً، وأن استفاقة الضمائر أشد من زخات الجهل والتجهيل التي تنهال على المصريين بلا هوادة من نظام يعتمد استراتيجية تتعامل مع الشعب كمجموعة من البلهاء أو الأطفال غير مكتملي العقل وهي واحدة من الاستراتيجيات الشهيرة التي تتبعها حكومات الاستبداد في خطف الجماهير إعلامياً، ومن ذلك ما نشرته "الأهرام" عن ذلك الاكتئاب الذي أصاب شمبانزي حديقة الحيوان نتيجة اعتصام ميدان نهضة مصر. وبعد أن توهموا أنهم سمموا آبار الوعي المصري، وتخيلوا أنهم قضوا على قدرة الناس على الفرز والتمييز يشتغلون الآن على تلويث العقل بحشوه بكل هذه الحواديت والأكاذيب، غير أن المصريين كالعادة يظهرون مناعة ضد من يحاولون التعامل معهم باعتبارهم قطيعاً من الأغبياء البلهاء، ويأتي الرد سريعاً وواضحاً بهذا الارتفاع المذهل في معدلات الاحتشاد والاعتصام بالميادين كلما تصاعدت لغة البطش والتهديد بالإبادة. وتبقى محاولة المناضلة اليمنية توكل كرمان للتضامن مع معتصمي رابعة العدوية بالتواجد وسطهم رغم المنع المشين لها من دخول مصر دليلاً على أن الضمير الإنساني ينظر إلى المرابطين ضد الانقلاب كمجموعة من النبلاء المدافعين حقاً عن قيم حضارية وإنسانية رفيعة يراد سحقها تحت عجلات قطار الاستبداد.