عدَّ مراقبون ومتابعون لشئون الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي "إعلان الاحتلال نيته الافراج عن الأسرى القدامى شكلا من أشكال الابتزاز والمقايضة غير الشريفة، إضافة لكون القائمة الأولى من المنوي تحريرهم محبطة بكل ما تعني الكلمة وأتت مخيبة لآمال الأسرى وعائلاتهم وعموم أبناء الشعب الفلسطيني كونها لم تعتمد على مبدأ الأقدمية" ورغم تأكيد هؤلاء لضرورة العمل على تحرير الأسرى بشتى السبل، وأن الافراج ولو عن أسير واحد هو مكسب للفلسطينيين، "ولكن يجب أن يكون هناك معاير حقيقية وصدق مع الشعب ووضع الأمور في نصابها الحقيقي وعدم خداع الناس". [title]رهائن سياسيين [/title]يقول الباحث في مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان من نابلس أحمد البيتاوي إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة حوّلت الأسرى الفلسطينيين القدامى إلى مجرد رهائن سياسيين، بحيث استخدمت مسألة الإفراج عنهم كورقة ضغط تشهرها في وجه السلطة الفلسطينية خلال جوالات المفاوضات". وأضاف في حديث لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]": "لم تتغير طريقة التفكير الإسرائيلية، وما الاعلان عن قرب الإفراج عن عدد من الأسرى القدامى كخطوة تحفيزية للسلطة إلا دليل على أن الاحتلال يحتجز هؤلاء الأسرى لأغراض سياسية بحته ليس لها علاقة بأي بعد امني". ورفض البيتاوي تجزئة الأسرى القدامى وتصنيفهم وفقا للمنظور الإسرائيلي، وطالب بضرورة الإفراج عنهم جميعا دون انتقاء أو تمحيص، مؤكدا على أن الإفراج عن أي أسير فلسطيني هو جيد شرط أن لا يكون ذلك مقابل ثمن سياسي تدفعه القيادة الفلسطينية. [title]تفاصيل بالأرقام [/title]من جهته، نشر مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش تقريرا تفصيلا بخصوص القائمة الأولية التي أعلن عنها الاحتلال أمس الأحد، وتضم 26 أسيرا من المرتقب الإفراج عنهم خلال الـ48 ساعة القادمة. وأشار الخفش في بيان وصل "[color=red]فلسطين الآن[/color]" إلى عدم مشاركة الجانب الفلسطيني بوضع الأسماء وعدم وجود أي أسير من الداخل الفلسطيني والقدس وتركيزها على قطاع غزه حيث من المرتقب الإفراج عن 15 اسيرا من غزة و11 أسيرا فلسطينيا من الضفة. يشار إلى أن عدد أسرى الضفة من الأسرى القدامى 57 أسيرا، وأسرى غزة 23 فقط. [title]حماس وغزة والضفة [/title]ونوه الخفش إلى وجود أسيرين من حماس وهما سمير حسين مرتجى من غزة المعتقل منذ 29-10-1993 ومحكوم 20 سنة، والأسير جميل عبد الوهاب النتشة من الخليل المعتقل منذ 16-12-1992 ومحكوم 21 سنة، وكلاهما سيفرج عنه تلقائيا خلال اشهر. وأضاف أن هناك ثلاثة أسرى من قطاع غزه كان من المقرر أن يفرج عنهم خلال أقل من عام ومحكومين بـ25 عاما، وهم نهاد يوسف جندي المعتقل منذ 14-7-1989، ومحمد محمود حمدية المعتقل منذ 14-7-1989، ومحمد جابر نشبت المعتقل منذ 20-9-1990. كما أن الأسير طاهر محمد طاهر زيود من جنين المعتقل منذ 6-2-1993 ومحكوم 21 سنة متبقي له 6 شهورر، والأسير عصمت عمر منصور من رام الله المعتقل منذ 26-10-1993 ومحكوم 22 سنة ، وتبقى له عامين، والأسير عاطف عزات شعبان شعت غزة المعتقل منذ 16-3-1993 ومحكوم 25 سنة وتبقى له 4 أعوام، والأسير يوسف سعيد عبد العال من غزة المعتقل منذ 22-2-1994 ومحكوم 22 سنة وتبقى له عامين. ومن بين الأسماء الأسير برهان صبيح المعتقل منذ 18/2/2001 وهو ليس من الأسرى القدامى ويعمل ضابطا في "الوقائي" لا تنطبق عليه المعاير التي تم الحديث عنها . ومن بين الأسرى المنوي الإفراج عنهم خمسة اسرى من منطقة نابلس محكومين بالمؤبد ليس من ضمنهم عميد أسرى نابلس ابراهيم الطقطوق، وأسير واحد من بيت لحم، وثلاثة من جنين وأسير من رام الله وأسير من الخليل، والبقية وعددهم 15 أسيراً من غزة، ومن بين الأسرى 17 أسيرا محكوم بالمؤبد مدى الحياة، لكن القائمة خلت من أسماء الأسرى القدامى من القدس والمناطق المحتلة عام 1948 . وختم الخفش بقوله "نقصد من هذا التحليل أن نضع المواطن الفلسطيني في صورة ما يجري بشكل واضح، ما هي نتائج عدم تدخل المفاوض الفلسطيني بوضع الأسماء والسماح للاحتلال بوضع المعاير كما شاء وأراد، ما يعني أن الأخطاء التي تمت بالماضي تكررت بالحاضر".