بالتساوق مع الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية برام الله، والموقف الفتحاوي المؤيد للانقلاب الدموي في مصر، دافعت وسائل الإعلام الرسمية الفلسطينية عن الجيش المصري وتبنت الرواية الرسمية للسلطات المصرية، فيما يتعلق بالأحداث التي شهدتها البلاد يوم الأربعاء، وأدت إلى مجازر بحق أنصار حركة الإخوان المسلمين ما تسبب وقوع الآلاف بين قتيل وجريح. وفي الوقت الذي لم تتطرق فيه وكالة الأنباء الرسمية "وفا" إلى ما جرى في مصر، أبرزت صحيفة "الحياة الجديدة" الرسمية رواية الشرطة المصرية ووزارة الداخلية فيما جرى بفض اعتصامي ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة" وخصصت عنوانها الرئيس لذلك. ووصفت الصحيفة في استقالة نائب الرئيس المصري محمد البرادعي بـ "الفرار من السفينة"، مشيرة إلى أن القرار أثار ردود فعل غاضبة تجاهه من أحزاب وشخصيات سياسية مصرية بما فيها حزب "الدستور" الذي ينتمي له البرادعي. ونشرت الصحيفة مقالين للكاتبين عادل عبد الرحمن وعدلي صدقي، هاجما بشدة "الإخوان المسلمين" في مصر وحملاها المسؤولية الكاملة عما جرى، في حين وصف الكاتب عبد الرحمن ما جرى بـ "تنفيذ قرار التفويض الشعبي" من عبد الفتاح السيسي، معتبرا أن "الإخوان" هاجموا المصريين بالأسلحة، ما أدى لسقوط أكثر من ألف قتيل. وتابع الكاتب في مقاله يقول "ومع أن القوات المسلحة والشرطة اعتمدت أساليب سلمية اقتصرت على استخدام المياه والغازات المسيلة للدموع، وحرصت على عدم إراقة أي نقطة دم مصرية، لكن جماعة الإخوان وأنصارهم هاجموا الناس بالأسلحة النارية والخرطوش وقنابل الملوتوف وأنابيب الغاز على مواقع ومقار المؤسسات الأهلية.. ما أدى لسقوط عدد كبير من الضحايا زاد عن الألف حتى الآن بين قتيل وجريح بينهم ضباط ومنتسبو الجيش والمؤسسات الأمنية والشرطية المصرية". من جانبه اعتبر الكاتب عدلي صدقي في مقالته أن "المصريين والعرب والمسلمين قاطبةً، يخطئون إن هم عادوا في أي يوم، إلى التسليم بأية صيغة، تتيح لجماعة الإخوان دخول ميدان العمل السياسي العام"، ووصف الجماعة بأنها "شر مستطير". وشدد صدقي على ضرورة أن يستمر الجيش والشرطة في مصر في "برنامجهما لفض اعتصامات الإخوان"، وأضاف صدقي في مقاله "ليكن ما جرى، استهلالاً للفض بلا حدود.. فالظاهرة متفشيّة، ولا بد من فضّها في كل مكان .. فإن لم تفعل ذلك المجتمعات ومؤسسات العدالة والإكراه بالقانون، فإن معاناة الأمة سوف تمتد فصولاً.. فلا حل بغير أن يكون الانفضاض تاماً وبلا حدود وحيثما تكمن الظاهرة".