20.01°القدس
19.66°رام الله
18.86°الخليل
24.28°غزة
20.01° القدس
رام الله19.66°
الخليل18.86°
غزة24.28°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: إعادة إنتاج حكم مبارك

التاريخ لا يعيد نفسه، ولكن له «سخريات» غريبة عجيبة، فهو من الممكن أن يعيد كتابة نفسه ولكن مع تعديلات جوهرية، أكثر إيلاما، وسخرية! كنت أطالع صفحات من تحقيقات نيابة الثورة المصرية، فيما وصف بمحاكمة القرن، ودهشت حين اكتشفت مدى التشابه في أحداث سحق المظاهرات في 2011 وما حدث في 2013 ! نص التحقيقات تكشف عن 18 مفاجأة حوتها أوراق التحقيقات فى قضية محاكمة الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، جاء على رأسها صدور أوامر شفاهية غير مدونة، كى لا يتم تتبعها أو مراجعتها لقتل المتظاهرين، من سخرية التاريخ، ايضا أن تلك المحاكمة، تمت بقرار جمهورى من الرئيس محمد مرسى، القابع الآن في سجنه، فيما تتم مطاردة مؤيديه في كل نجوع مصر! ولنعرض هنا بشكل خاطف لتلك المفاجآت، وبتلخيص شديد، ومنها أن معلومات الجهات السيادية الواردة قبل تظاهرات 25/1/2011 أشارت إلى سلميتها ولمست هذه السمة بالفعل خلال تظاهرات ذلك اليوم ويومى 26، 27 وبداية يوم 28/1/2011. ومنها أن المتهمين علموا بسلمية التظاهرات ومطالبها المشروعة من تحسين الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتوصيات جهاز مباحث أمن الدولة من ضرورة اللجوء للحل السياسى والاستجابة لبعض مطالب المتظاهرين دون الحل الأمني، لكن المتهم محمد حسنى السيد مبارك قرر قمعها ومواجهتها أمنياً وفوض المتهم حبيب إبراهيم العادلى فى التصدى لها واستجاب له الأخير رغم إدراكه عدم قدرة قوات الشرطة على مواجهة الحشود المتوقعة وما قد يترتب من نتائج حال تصادمها بالمتظاهرين! وقالت النيابة فى ملحوظتها الثالثة: إنه فى سبيل تنفيذ المتهم محمد حسنى السيد مبارك عزمه قمع التظاهرات السلمية أمر بعقد اجتماع بتاريخ 20/1/2011 يترأسه رئيس مجلس الوزراء وحدد أطرافه من المسؤولين عن أمن البلاد فى الداخل والخارج ووجهه للاستجابة لما يطلبه المتهم حبيب إبراهيم العادلى من أجل تنفيذ خطة قمع التظاهرات. وفى هذه الملحوظات، تذكر نيابة الثورة، أن المتهم محمد حسنى السيد مبارك شاهد كيفية فض الشرطة لتظاهرات ميدان التحرير فى نهاية يوم 25/1/2011 وتابع نتائج ذلك بمحافظات السويس والقاهرة والإسكندرية من سقوط قتلى ومصابين بين المتظاهرين السلميين. وأن المتهم مبارك رغم تحذيرات المتهم العادلى من كثافة حشود المتظاهرين المتوقعة وحاجته لمعونة القوات المسلحة وما نتج عن مواجهة الشرطة للمتظاهرين السلميين من سقوط قتلى ومصابين، أصر على استكمال قوات الشرطة لخطتها فى مواجهة المتظاهرات غير عابئ بالنتيجة الحتمية لذلك خلال التظاهرات المتوقعة أكثر حشوداً يوم 28/1/2011. والجديد هنا، الذي لم يتفق مع مع ما حدث هذه الأيام، أن الجيش رفض الانغماس في تلك الأفعال المشينة، ورفض إطلاق النار على شعبه، وهو ما أشار إليه أحد الصحفيين في قناة فضائية، حيث قال أن خطة مبارك التي لم يكتمل تنفيذها بسبب رفض الجيش تلويث يديه بدم أبناء مصر، تم تنفيذه هذه الأيام!! كل هذا يعني أننا أمام حقيقة مؤلمة، وهي أننا نشهد إعادة إنتاج عصر مبارك، ولكن مع تعديلات أكثر بشاعة، وكأننا لم نشهد قيام ثورات ولا ربيع عربي ولا زفت!