16.68°القدس
16.42°رام الله
15.53°الخليل
22.38°غزة
16.68° القدس
رام الله16.42°
الخليل15.53°
غزة22.38°
السبت 19 أكتوبر 2024
4.84جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.84
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.71

خبر: هل للدنيا شأن بـ"أم الدنيا"..؟!

لم يحسب إمامنا أن دعاءه لمصر وسوريا في احدى الصلوات، أن يحدث شقاقاً في المسجد بين مؤيد ومعارض، الأول يقول إن "الحق بين والباطل بين" ، فيما الثاني يعتبر ما يجري "فتنة لعن الله من أيقظها" ، يتوسط هذين الرأين المتنافرين، رأي ثالت ينادي "لا دخل لنا" في تسويق لقولة السياسيين "لا نتدخل في شؤون الدول". الامام حاول الوفاق بين الأطراف الثلاثة المختلفة فيما بينها ، بالقول إننا مسلمون ، وحق المسلم على المسلم أن ينصره وأقل ما نقدمه هو "الدعاء" وذلك أضعف الإيمان والله تعالى قال في كتابه "إنما المؤمنون أخوة" ، وجاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى". إلا أن قول الشيخ هذا، لم يشفع له عند صاحب الرأي الآخر الذي كشف عن حقيقة ما يعتقد أن "الدين شيء والسياسة شيء آخر لا يلتقيان" الأمر الذي أغضب كثير من المصلين وعابوا عليه حديثه.فما كان منه إلا أن انصرف خجلا من المسجد. [color=red]واجب لا تدخل[/color] "محمد" قال غيرة على ما يجري " وهل الدعاء تدخل ، هذا حق وواجب وأقل ما نقدمه"، مضيفاً "من يقول إنها فتنة يريد أن يريح نفسه عناء البحث عن الحقيقة ودعم الحق". واستدل بقول الداعية المعروف الدكتور طارق السويدان "الفتنة عندما يختلط الحق بالباطل، والحق واضح مع الثوار في سوريا ومع المتمسكين بالشرعية الرافضين للانقلاب في مصر فليس في الأمر فتنة." وعد السويدان : "ثورة سوريا الكاشفة وثورة مصر الفاضحة". فيما نبه "أحمد" ، إلى أن الأوضاع في مصر خاصة لا يمكن أن نغفل عنها أو لا نهتم بها "وكيف ومصر بوابتنا إلى العالم الخارج وهي ام الدنيا كما يقولون" متسائلا " هل يعقل ام الدنيا أن لا تهتم بها الدنيا ، هذا منطق أعوج ". وقال " الشعب الفلسطيني الآن تضرر كثيرا من الانقلاب في مصر، الحصار يعود بقوة ، اغلاق المعبر وفتحه استثنائنا بعد أن كان مفتوح في عهد مرسي والأنفاق تدمر بالكامل "، مشيرا إلى اشتداد أزمات الكهرباء والوقود والغاز في القطاع. واستغرب "كيف لفلسطيني أن يدعم من يحاصرنا في غزة ويقتل أشقاءنا في مصر"، مشددا على أن "الحق واضح لا لبس فيه أنا أدعم الحق والله مع الحق ونصرته عاجلا أم عاجلا ، ووقوفي هذا لا يعني أني ادعو إلى تدمير الدولة المصرية". واتهم الحاج "أبو محمود" من سماهم بـ"أدعياء الديمقراطية من العلمانيين والليبراليين ومن دار في فلكم " بأنهم يريدون ديمقراطية على مقاسهم، وقال "الديمقراطية عندهم سارية المفعول ما لم تأت بالإسلاميين إلى الحكم " وهو ما حدث في مصر إذ انقلبوا على إرادة الشعب وصادروا حريته مستعينين بقوة العسكر. في هذا السياق، نذكر هنا تصريح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي قال إن "إسرائيل" هي من تقف وراء الانقلاب في مصر وهي صاحبة مقولة أن الديمقراطية في مصر لا تأتي عن طريق صناديق الاقتراع. قد يسأل سائل: "هل يعقل ذلك؟!، لم لا وقد جرى ذلك في إيران ، حيث اعترف جهاز الاستخبارات الأمريكي السي أي ايه (CIA) بمسؤوليته عن انقلاب عام 1953, و الاطاحة بمحمد مصدق رئيس الوزراء الايراني انذاك, تفاديا لوقوع ايران تحت دائرة النفوذ السوفياتي. وكان "ديك تشيني" نائب الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن قال في احدى مذكراته إن : الجيوش العربية نحن من يصنعها بالسلاح والتدريب فٌهم ملك لنا فقط، مع الإشارة إلى أن الإذاعة العبرية كشفت أن الفريق السيسي أخبر "إسرائيل" بالأمر قبل تنفيذ الانقلاب بـ3 أيام وطمأنته الأخيرة بتوفير الدعم والضغط على واشنطن لعدم قطع المعونات الأمريكية التي تقدر بمليار ونصف المليار دولار سنويا. [color=red]شأننا جميعا[/color] من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة " لو كانت مصر شأنًا مصريًّا خالصًا؛ لكانت جريمة احتلال القوات الأمريكية للعراق وتدمير مقدراته شأنًا عراقيًّا خالصًا، لا انعكاس له على الواقع العربي، ولصار اغتصاب فلسطين وطرد مواطنيها إلى الدول العربية شأنًا فلسطينيًّا خالصًا، لم يؤثر على الشرق العربي برمته، ولصار تمزيق السودان على يد المخابرات الإسرائيلية شأنًا لا يهم غير السودانيين. وأضاف" لو كانت مصر شأنًا مصريًّا خالصًا _كما يحلو لبعضٍ أن يردد_ فمعنى ذلك أن مفهوم الأمة بشقيه القومي والديني لا قيمة له، ولصار التشرذم الذي أسس له أعداء العرب والمسلمين (سايكس وبيكو) هو الجذر التربيعي لحياة العرب. ونبه إلى أنه "لو كانت مصر شأنًا مصريًّا خاصًا؛ لما طار الملك عبد الله ملك الأردن إلى مصر في زيارة خاطفة، ولما باشرت السعودية تقديم الدعم المالي لمصر بمجرد الإطاحة بالرئيس المنتخب، ولما جاء مسرعًا لزيارة مصر رئيس الأركان الإماراتي، ولما خرجت تظاهرات الشبيبة في رام الله داعمة للفريق عبد الفتاح السيسي، ولما صار التواصل مع حركة المقاومة الإسلامية حماس عملًا جنائيًّا، وجرمًا يحاكم عليه رئيس مصر المنتخب. وأكد الكاتب الفلسطيني "أن الذي يجري على أرض مصر شأن يهم كل العرب والمسلمين، وله أبعاده الإستراتيجية على المنطقة برمتها لسنوات عديدة"، لافتا إلى أن الفلسطينيين " يبيتون ويصحون على الهم المصري، وقد نسوا أنفسهم ومأساتهم، وراحوا يتابعون أحداث مصر أكثر من المصريين".