لقد أفرزت الثورات العربية ضراطاً لا زلنا نستنشق رائحته، هذا الضراط خارج من العسكر وما حوله ومن وقف معه ضد حرية الشعب وكرامته، وقد يكون لنا دور فيه من حيث لا ندري....فقد شاركناهم أكل الفِجِل والقَنْبُوطَة طوال الثورة حتى كُشِفَتْ العَوْرَة. يُطَنْطِنْ ويُدَنْدِنْ جَمْعٌ ليس بقليل أن معبر رفح سَيُغْلَق إلى الأبد، ولن تستطيع جميع الكائنات الحية في قطاع غزة السفر إلى أي دولة في العالم إلا عن طريق معبر إيرز الذي يخضع بكامل قواه العقلية والجسدية للاحتلال الإسرائيلي. طبعاً الشعب الفلسطيني بطبيعته مؤطَّرْ... يعني إللِّي مش فتح بيكون حماس, وإللّي مش حماس بيكون جبهة، وإللي مش جهاد أكيد ألوية الناصر.... والباقي مَيَّال لأي جهة، سيسافر الميَّالون الذي لم يطلقوا أي طلقة في حياتهم على الاحتلال، أو المناصرون عن بُعْدْ، منهم النساء والأطفال, وكبار السن.... ولن يستطيع السفر أي من المقاومين أو القريبين من حروف كلمة مقاومة، أو الداعمين لها، لأن السجون الاسرائيلية ستنتظرهم..... وهذه مؤامرة لن يقبلها أي حر في العالم؟! ما أعلمه بعدها أن رئيس الوزراء اسماعيل هنية سيلتقي نظراءه في العالم عبر السكايب، أو الفيس بوك، أو التليفون، ولو انقطع التيار الكهربائي سيتم تأجيل اللقاء حتى تعود الكهرباء، ولا حل آخر، فهو لن يستطيع السفر كرئيس للوزراء منتخب من الشعب لأي دولة في العالم إلا عن طريق معبر إيرز.... وما أعرفه أن وسائل الاعلام ستقول " التقى وزير الثقافة نظيره السوداني في كفي شوب "هاي تك" في ساحة الجندي المجهول، وأسفر اللقاء عن مجموعة من الاتفاقيات أهمها دعم قضية القدس بعشرة ملايين دولار سيتم إرسالها على شكل نقاط عبر جهاز “I pad” الخاص بمعاليه، ليشتري بها مجموعة من البرامج والألعاب الخاصة لدعم قضية القدس. قرأت تصريحا لعميد اسرائيلي يقول فيه" أن 500 فلسطيني مقابل كل صاروخ أطلق من غزة، ومع وجود معبر إيرز ستنتهي قصتنا في آخر السنة الجاي.... ولكني أعلم أن الله لن يتركنا وحدنا وسط هذه المَعْمَعَة.