أعلن الشريف حسين الثورة على الدولة العثمانية في (10 يونيو 1916م) وأطلق أول رصاصة فرحا من قلعة الأتراك بمكة إعلانا ببدء المعركة والتي دعمها بمنشور أذاعه جاء نصه: "وانفصلت بلادنا عن المملكة العثمانية انفصالاً تامًا، وأعلنا استقلالاً لا تشوبه شائبة مداخلة أجنبية ولا تحكم خارجي". وامتدادا لثورة الشريف حسين ضد الأتراك وبعد أيّام على قرار قناتَي "الحياة" و"النهار" المصريتين إيقاف عرض المسلسلات التركيّة بسبب تدخّل تركيا في الشؤون السياسية في المحروسة، فوجئ جمهور قنوات "دبي" و"أبو ظبي الأولى" و"أبو ظبي دراما" بإيقاف عرض الدراما التركية. ويبدو أنها مقاطعة من الفضائيات الخليجيّة تضامناً مع موقف الفضائيات المصريّة. قامت الثورة العربية الكبرى للإطاحة بالحكم العثماني والتخلص من الحماية التركية على كل الدول العربية، حيث جاءت تلك الثورة بناء على دعوة من الحكومة البريطانية لتحريض الشريف حسين لإقامة الدولة العربية وتخليص البلاد من الحكم التركي العثماني، أما اليوم فبينما استبدلت "أبو ظبي الأولى" عرض مسلسل تركي في سهرة الأحد، بالمسلسل السوري "وطن حاف" وعلّقت دبي عرض "حريم السلطان 3" حتى إشعار آخر. وترافق وقف تلك المسلسلات على الفضائيات الخليجيّة مع دعوات إماراتيّة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بمقاطعة السياحة في تركيا. معارك العرب الخاسرة سواء في الثورة الكبرى أو ضد المسلسلات التركية لم تخل من المساهمة والتحريض الغربي منذ تمكن أفراد القبائل الذين انضموا إلى الثورة بمساعدة ضابط المخابرات البريطاني الشهير لورنس، من منع وصول الدعم التركي للجيش في منطقة الحجاز والمدينة المنورة ومعان ودمشق والعقبة وأخيرا حلب في عام 1919. بينما قدم العرب أكبر هدية للورد "اللنبى" بعدما أخذ الفيصل يتقدم بجيشه ليحارب الأتراك في منطقة شرقي الأردن وبذلك ساعد القوات البريطانية أن تدخل القدس بمعاونة قوات عربية كان يترأسها اللورد اللنبى فدخلت القوات البريطانية القدس. ولأن الثورة العربية انطلقت من المملكة السعودية وهي التي تقود الدعم والتمويل الأكبر للانقلاب العسكري في مصر، يتبادر إلى الأذهان السؤال: أين MBC من قرار الثورة على المسلسلات التركية؟ وهل تلتزم الشبكة السعودية بالمقاطعة؟ والمعروف أنّ المجموعة السعودية كانت أولى الفضائيات العربيّة التي افتتحت الموجة بمسلسلي "نور" و"سنوات الضياع" التركية، ولم تكتف بعرضها، بل كلّفت شركات الدوبلاج بدبلجة أعمال بالجملة إلى اللهجة السوريّة. وبعدما عاشت الأمة العربية لشهور دراما التركية مهند ونور على يد أحفاد الشريف حسين، وبسببها تطلقت نساؤهم، وتيمنا بها سموا أبناءهم، ومحلاتهم، ومأكولاتهم، قرروا اليوم استئناف ثورتهم، التي خسر منها العرب لا تركيا. خلال حضوري منتدى الإعلام العربي التركي في اسطنبول في 2011 شاركت الممثلة التركية سونغول أودان التي تقوم بدور نور في إحدى جلسات المنتدى لتفاجأ أن العرب يعرفونها أكثر من الأتراك، وعندما قدم أحد أبناء يعرب مداخلة منتقدا بنعومة، ملابسها ومشاهدها الساخنة في المسلسل؛ لتعارضها مع قيم المجتمع العربي، ردت عليه أنها تمثل للأتراك ولدول القوقاز ولم تعلم أن العرب يدبلجون المسلسل ويشاهدونه من المحيط للخليج، يعني يمكن ترجمة ردها بالعربي: "يا قليل الحيا، من أجبرك تدبلجني وتشاهدني". وبهذا تقول نور التركية لأبناء الثورة العربية الكبرى والمقاطعة الدرامية: "على بال مين ياللي بترقص في العتمة".