قرفان وطفشان وزهقان.... ومخنوق لـ"الرُّكَبْ"... البحر ضَيِّق، والسَّمَاء بعيدة, والأرض متَّسخة بذنوبنا، يرتحل إليها الأبرياء بصمت.... مخنوق ومش عارف إيش اللي بيصير، ومش فاهم، أو فاهم ومش عارف إيش أعمل. مذابح في مصر، تَقْشَعِّرُ لها الأبدان، وفي سوريا أطفال تحتضر على وسائل الاعلام جراء الكيماوي والغازات السامة، ونحن لا نزال نبحث عن كرامتنا في أحذية العسكر، ونقاتل مع الغرب من أجل الديمقراطية والحرية, والتي قتلنا الغرب على أبوابها... مخنوق بحجم فشلنا في صناعة تحالفٍ يحمينا نار الدبابات، وكيماوي الصواريخ.... بحجم فشلنا في تقدير الظروف المحيطة بنا... الأقوياء والأشداء هم من يحْمُون ديمقراطيتهم يا سادة, وبالتالي لن يسمحوا لأي أحد في العالم أي يعيد صياغة معادلة جديدة للديمقراطية، أو أن يقوم بديمقراطية حقيقية... أما نحن فلا تزال شعوبنا متخلفة لا تعلم بعد ما لها وما عليها.... لا تزال تخاف كل شيئ، هي أقرب للفوضى من أي شيئ... إن ثاروا وخرجوا بمسيرات هائلة يخرجون لأجل الخروج، ويضيعون كل أهدافهم على أقرب محل للفلافل... بعدها يتشتتون ويتفرقون وتصبح ثورتهم ثوارت... مضادة للالتهابات، وبعدها مضادة لمن يقف ضد الالتهابات... قالوا لنا أن الشعوب هي من تقرر مصيرها... حاولنا فتزحلقنا بمصيرنا، وعشان هيك أنا طفشان وزهقان... يا عم هؤلاء لا يريدون حرية ولا ديمقراطية... يريدوننا نجري من حيث لا ندري، فوضى خلاقة، من خلالها يحمون مصالحهم مع العسكر... أتيت بزجاجة وضعت فيها ورقة مكتوبٌ عليها... هنا أحرار لا يقبلون الظلم، أغلقتها وألقيتها في البحر أمامي.... لعلها تصل عبر البحر إلى أمريكا فيقرأها أوباما... أو لعل زهقي وطفشي يزول.