لست من المغرمين بالتمدن، فأنا أميل للطبيعة بطبعي... أحب الأشجار والحيوانات وما حولها، وإن كنت أمتلك في بيتي كل مظاهر التمدن من لاب توب وجهاز جوال حديث، وآي باد، وسيارة، ومكتبة مليئة بكتب الليبرالية والقومية والرأسمالية، ورقي المجتمعات، ومجلات الديكور، وزهرة الخليج، وكندرة الخليج... ضحكت حتى النخاع حين قرأت عبارة لعزمي بشارة يقول فيها "في المدن العربية فئة مدعية للرقي متخلفة في الواقع، تعتبر من لا يشرب الويسكي فلاح، والفلاح في عرفها جاهل متخلف! فعلا هناك أناس حيوانات لا يمتلكون أي مشاعر بشرية، تراهم يعيشون في نعيم وترف، ويعتبرون من حولهم متخلفين يستحقون الموت، يعتبرون أنفسهم شعاراً للتحضر والتَّمدُّن، وهم بقايا التخلف في العالم القديم... وإن ثارت الشعوب لحريتها، تأثرت مصالحهم فتراهم إما ساكتين "مخْروسين" أو داعمين لأي انقلاب خوفاً على مصالحهم. من المتمدِّنين الصغار من يعتبر ما حوله بهائم، وما فوق طبقته آلهة... هذا يعيش ذليلاً وضيعاً، تراه لا يهتم كثيراً إن كان في شارعه عشرة بيوت للعزاء، فتطرب أذناه لسماع الموسيقى بصوت عال يمر على بيوت العزاء بالكامل، وترى الناس تنظر إليه كأنه "بقايا بَعْرَةَ في إسْتِ شاه". [title]_طيب وأنا مالي أبو يزن دع الخلق للخالق_[/title]