على كل حال... غريب هو الحال، تتمرد الشعوب وتثور لنيل حريتها، أو لتحقيق حياة كريمة لها... تثور الشعوب ضد الغلاء... الفساد...الظلم...الفقر....البطالة... التوريث، ولكن من يريد الثورة هنا في غزة يهدف فقط لإسقاط حكم حماس لا أكثر ولا أقل؟! والمصيبة أن حماس وفتح يعيشان تحت الاحتلال. لست من أنصار النفي المطلق، أو التعصب الحاد، وما حدث من استقطاب في السنوات الأخيرة داخل الشارع الفلسطيني يكفي لإدخال دولة كندا العظمى في ظلام دامس لن تفيق منه إلا بعد عشرات السنين، ولكني أدعو للتفكر قليلا من سيأتي بدل من؟! بانت كثير من تصريحات قادة فتح, وجنودها الهاربين من غزة تدعو لإسقاط حكم حماس بأي طريقة، وينساق وراء هذه التصريحات شريحة من المجتمع تشبه المثل القائل "إلِّي بيتجوز أمي بأقوله يا عمي" سؤالي الجوهري... في حال سقطت حماس ما البديل الذي يريدونه؟! فتح جربناها و"قصتها خريانة"؟! لن يخرج أحد لعودة فتح إلى غزة؟! فها هي فتح في الضفة وأهل الضفة عايشين وشايفين، اعتقالات من الطرفين اليهود وأجهزة فتح، وغلاء معيشة مرتفع جداً، لدرجة أن أهل الضفة عندما يحدثونا يستغربون حين مقارنة الأسعار بيننا وبينهم في كل شيء حتى في "كرتونة البيض"، ولا تنسى الحواجز الاسرائيلية فأنت تحتاج لنهار كامل متنقلاً بين الطرق الالتفافية، للوصول إلى مرادك.. فمن يحتاج فعلاً إلى تمرد؟! آه أتذكر أيام زمان....أيام الفوضى الأمنية في غزة، فوضى السلاح، فوضى القانون، فوضى كل شيئ.... أموال تتوافد، والكل ينهب ...، هل ترغبون في عودة الفوضى الأمنية من جديد؟! أما بالنسبة للمستنكفيين، الجالسين في بيوتهم، ماذا تريدون..؟! أكل وماكلين، ورواتب أخر الشهر قابضين، وشغلانة ثانية وشغَّالين، وحياة وعايشين، وأمن ومْأَمَّنين... لا تتوقعوا أن يكون حالكم أفضل، فأنتم تعيشون في أفضل حال.. عشان هيك من يخرج يجازف بكل هذه الميزات، ووقعته سودة. إن كان لديكم أفضل من حماس أرونا إياه وأنا أول النازلين للميدان، ولكني لن أخرج لعودة فتح بنفس رموزها وشاكلتها القديمة ؟!