في وقت أكدت فيه حكومة الضفة الغربية انتهاء الأزمة مع الاتحاد العام للمعلمين، وتوقيع اتفاق نهائي بينهما، أعلن معلمون رفضهم لذلك الاتفاق الذي لا يحقق الحد الأدنى من المطالب النقابية، متهمين قيادة الاتحاد بالتواطؤ مع الحكومة. ووقع الاتفاقية وزير التربية والتعليم بالضفة علي زيدان ممثلا عن الحكومة، وأحمد سحويل ممثلا عن الاتحاد العام للمعلمين، وبحضور أمين عام مجلس وزراء الضفة فواز عقل، عضو اللجنة التنفيذية محمود اسماعيل مسؤول ملف النقابات، وممثلي اتحاد المعلمين. ونصت الاتفاقية على زيادة قيمة نسبة علاوة طبيعة العمل الحالية للمعلمين بواقع 10%، وفقا لامكانيات الحكومة المالية، حيث يصرف 5% اعتبارا من راتب شهر ايلول 2013، على أن ينفذ ذلك براتب شهر كانون الثاني من العام 2014، ويصرف 5% اعتبارا من راتب شهر كانون ثاني بالعام 2014. وتتولى حكومة الضفة اقتراح تعديلات محددة على قانون الخدمة المدنية، كفتح التدرج بالفئات الأولى فما دون، بما يكفل اتاحة المجال لتسوية حالات الرسوب الوظيفي، وتتابع الحكومة إقرار هذه التعديلات وفقا للاصول التشريعية المعمول بها، على أن يبدأ العمل بها اعتبارا من تاريخ 1/9/2013. كما تقرر إلغاء أدنى مربوط الدرجة، بحيث يرقى الموظف من درجة إلى درجة اعلى بكامل اقدميات الدرجة السابقة. [title]رفض واضح[/title] واعتبر عدد من المعلمين أنّ ما حصل "صفقة مشينة وخيانة للمعلّمين من ممثلي الاتحاد وعلى رأسهم سحويل". وعلق المعلم إياد عيسى على ذلك بقوله "صراحة الإنسان يشعر بنوع من الخجل كونه معلّم عندما يرى مثل هذه المهازل تحدث في جسم نقابي لمجموعة من الناس المفروض أنّهم يعلّمون الناس الكرامة ... إنّ ما قام به الاتحاد هو تضييع لكرامة المعلم والضرب بها بالحائط، والمستفز أكثر أنّ رئيس الاتحاد يعتبر الهزيمة نصرا". بينما قال المعلم عدنان أبو حسن موجها كلامه لسحويل: "هذا ثمرة تخاذلك وتواطئك يا أستاذ سحويل وليست هذه مطالب المعلمين الحقيقية، وأنت أول من يعلم بذلك ومع ذلك بعت المعلمين وقضيتهم بأبخس الأثمان". من جهته، دعا الحراك النقابيّ للمعلمين الاتحاد العام إلى احترام المعلمين والاستقالة، مؤكّدا أنّ ما قام به الاتحاد من اتفاق بهذا الشكل مع الحكومة يدلّل على أنّ هذا الاتحاد ضعيف ومهزوز ولا يستطيع حمل رسالة الدفاع عن المعلمين. من جهتهم، اعتبر عدد من الإداريين الذين لا يشملهم الاتفاق أنّهم براء من الاتحاد، حيث قال الإداري نائل دويكات مستهزءا "هذا اتفاق تاريخي صار لنا سنة ننتظره وبالآخر هاد الي طلع معكم.. بعدين وين الإداريين من هذا الاتفاق". تجدر الإشارة إلى أنّ اتحاد المعلمين والمحسوب على حركة فتح خذل قطاع المعلمين مرارا وتكرارا منذ أزمة عام 1996 وحتى اليوم، بسبب تغليبه لانتمائه السياسيّ على مصالح المعلّمين ومطالبهم، حيث يتماشى دائما مع الحكومة.